حسن السلمان
على طرف الليل
ثمة جندي ينزف
على الطرف الآخر: (شريطٌ صامت)* من الأمهات…
في منتصف الطريق أضاع الرسالة
اعذروه
هذا الرسول بلا شفيع…
بالحظ العاثر
ارتطمتِ الغربة
فانتشر العطش في كل مكان…
دعيه يغلي حتى النهاية
هذا حليبٌ
ليس للغائب فيه نصيب.
ضد السماء
قطعان من الغيوم تحتشد:
ثمة أحد لايعرف فن العوم…
الهواء حرير
فمن أين أتت هذه الشوكة للحنجرة؟
ثمة مخالب ناعمة للغاية.
القطة على العتبة
تنظر إلى الوراء
احذروا القادمين من الخلف…
هذه هي الفكرة:
مزرعة من الكلمات
وظلال جيادٍ هاربة…
لاتدفعني للموت هكذا
مازلت على العهد:
بأسناني أعَضّ على التابوت.
كعصافير مذعورة
من تحت وسادتك
تفرّ الأحلام…
استعير نظرتكَ
فأرى العالم على حقيقته…
أرى ذئباً منحنياً والحيوان وفير
أعلم أن هذه الليلة
لن تصمد طويلاً…
كيف تأخذ عيني النوم؟
مكانكِ عدمٌ
والوجود هموم…
المحبون هواة
العاشق وحده المحترف:
فيضُ مشاعرٍ ورغوةُ جسد.
( لم يعد جفنكِ يعلّم الغزل )
جفنك الآن أشبه بقبوٍ
يضم ألف حكاية مظلمة…
محاطاً بثلاثة أوهام عملاقة
الربان يشير إلى قبس ٍ من نور
تحمله موجة عاتية.
نحيفاً أصبح أبي
طليقةً أصبحت أمي
هذه لعبة للنسيان…
عيناكِ سعيدتان بلا مناسبة
يداكِ تتحركان بلاسبب
نعم. أخطأتُ العنوان..
تسكن على مرمى حجرٍ من روحي
لكنك بعيد
ثمة خطايا لاتغتفر.
وحده، هذا الميت
يجيد العزف على وتر الحياة:
إنه غابة من الشك.
انت وأنا والشجرة فقط
فكيف شاع الخبر؟
(أكاد أشك بنفسي) لولا الشجرة!
أنا ممنوعٌ أن أحلم :
هيهات إذن
هيهات أن أراك..
*عنوان مجموعة شعرية للشاعر عبد الزهرة زكي.