تنسيق إسرائيلي روسي لوقف التصعيد في المنطقة
الصباح الجديد ـ وكالات:
أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لضربات إسرائيلية في ريف دمشق، هي الثانية من نوعها أمس السبت بعد استهداف قاعدة عسكرية في وسط سوريا، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن نيران سورية مضادة للطائرات أسقطت إحدى طائراته أمس السبت بعدما اعترضت إسرائيل طائرة إيرانية دون طيار انطلقت من سوريا.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الدفاعات الجوية في الجيش العربي السوري تصدت لعدوان اسرائيلي جديد على ريف دمشق».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان القصف الاسرائيلي استهدف «قواعد للدفاع الجوي السوري موجودة في منطقة جبلية على الحدود الإدارية بين ريف دمشق ومحافظة درعا» في جنوب البلاد.
ويأتي هذا الاستهداف بعد وقت قصير من اعلان دمشق عن «عدوان جديد على احدى القواعد العسكرية» في وسط البلاد «تصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة».
وأعلن الجيش الاسرائيلي قبل ذلك سقوط مقاتلة من طراز إف16 في إسرائيل فيما كان الجيش يشن هجمات على «أهداف إيرانية» في سوريا، بعد اعتراض طائرة بدون طيار انطلقت من الأراضي السورية.
وهذا أحد أخطر الحوادث التي تشمل إسرائيل وإيران وسوريا منذ بدء الحرب الأهلية السورية قبل نحو ثمانية أعوام.
وقال الجيش في بيان «اعترضت طائرة هليكوبتر مقاتلة بنجاح طائرة إيرانية دون طيار انطلقت من سوريا وتسللت إلى إسرائيل».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس على تويتر «استهدفت (قوات الدفاع الإسرائيلية) نظم تحكم إيرانية في سوريا أرسلت طائرة دون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي. نيران سورية كثيفة مضادة للطائرات وتحطم طائرة إف-16 في إسرائيل ونجاة الطيارين».
وقال الجيش الإسرائيلي امس السبت إن طائرة واحدة فقط من طائراته أصيبت أثناء مهمة لقصف منشأة إيرانية كانت قد أطلقت طائرة بلا طيار من سوريا.
وأضاف كونريكوس أن الطائرات «عادت كلها بسلام باستثناء واحدة تحطمت في إسرائيل».
وبحسب المرصد السوري، طالت الضربات الاسرائيلية فجر امس السبت «مواقع عسكرية لقوات النظام وحلفائها موجودة في المنطقة الممتدة من أطراف مطار تيفور إلى منطقة البيارات».
وتتواجد في تلك المنطقة «قوات ايرانية وعناصر من حزب الله اللبناني بالاضافة الى قوات النظام السوري» بحسب المرصد الذي افاد عن سقوط عدد من الجرحى.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا. واستهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.
ونادرا ما تتحدث اسرائيل عن هذه العمليات، لكنها كررت مرارا انها لن تسمح بأن تكون لحزب الله أسلحة في سوريا من شأنها أن تهدد أمن اسرائيل.
بدوره أكد السفير الإسرائيلي لدى روسيا هاري كورين، امس السبت، على ضرورة تعزيز التنسيق مع روسيا عسكريا وسياسيا لوقف التصعيد في المنطقة.
تصريحات السفير جاءت عقب إسقاط مقاتلة إسرائيلية بنيران سورية بعد قصفها مواقع عسكرية في سوريا.
وأكد كورين في حديثه لوكالة «إنترفاكس»، أن بلاده ستعرقل عند الحاجة الخطط العسكرية الإيرانية في الأراضي السورية ولبنان التي تستهدف إسرائيل.
وأضاف: «إن النظام الإيراني بالتعاون مع شركائه مسلح بشكل جيد جدا. وإذا تحدث عن الخطط العسكرية الجديدة ضدنا فلا يمكننا إلاّ منعها. نحن جاهزون لاتخاذ إجراءات طارئة عند الحاجة. لكننا نأمل بألا نضطر لذلك».
كما عبر عن اعتقاده بأن «روسيا هيهات أن تسمح لإيران بنشر قواتها البحرية بالقرب من القواعد الروسية في سوريا في اللاذقية وطرطوس».
بالمقابل يدرس مجلس الامن الدولي مشروع قرار يطالب بوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم مساعدات انسانية، بحسب ما جاء في نص المشروع الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس امس الاول الجمعة.
وقدمت السويد والكويت مشروع القرار هذا الذي يطلب أيضا الانهاء الفوري للحصار، بما في ذلك حصار الغوطة الشرقية حيث أدت حملة قصف تشنها القوات النظامية السورية إلى مقتل أكثر من 240 مدنيا خلال خمسة أيام.
ويُلزم مشروع القرار جميع الأطراف في سوريا بالسماح بعمليات الإجلاء الطبي في غضون 48 ساعة من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، والسماح لقوافل المساعدة التابعة للأمم المتحدة بإيصال شحنات أسبوعية للمدنيين المحتاجين.
كذلك، يدعو مشروع القرار جميع الأطراف إلى «رفع الحصار فورا في المناطق المأهولة بالسكان» و «وقف حرمان المدنيين من الأغذية والأدوية الضرورية لبقائهم» احياء.
واتهم مسؤولون بالأمم المتحدة السلطات السورية بانها تعرقل جميع قوافل المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة منذ كانون الثاني.
ويُعرب مشروع القرار عن «الغضب إزاء مستوى العنف غير المقبول الذي يشتد في أجزاء كثيرة من البلاد»، وبخاصة في الغوطة الشرقية، وإدلب شمال غرب سوريا.