انوار عبد الكاظم الربيعي
….. فتح علي سعدون افاقا جديدة امام النقد الادبي الحديث حين قاد الاتجاه النفسي في دراسة نصوص الشعراء في جدل النص التسعيني الى التقدم النقدي واثار بفضل قراءته المتنوعة المستوحاة من اصالته التراثية والسومرية تحديدا والتي مزجها بطابع التاثر الغربي كونه قارئ لنصوص كبار الشعراء الغرب وحتى النقاد ..راح السعدون يبحث عن منطق جديد في النقد يكرسه لحياته الفكرية في كيفية تعامله مع النص الادبي الذي يعكس من خلاله خصائص اخرى متغيرة لاشكال الفكر الخلاق حيث تبدو قادرة على استكشاف حقيقة الذات المبدعة ذات المنطق الوجداني في تعاملها مع الطبيعة الفنية القائمة على ادراك الاحساس بجوانب الحياة المتعددة ..فمثلا التشخيص البيولوجي في كتابه عن احمد السعداوي ورعد زامل وباسم فرات تعد سببا رئيسا في دفع قدرة السعداوي وزامل وفرات على اظهار العبقرية الفنية لان هذه الاعراض تغري بارجاعها الى نظرية التعويض عن النفس حين يكون وجدان التعبير الفني نتيجة لمعاناة الكتاب او بالاحرى الشعراء محققا من يقرا جدل النص التسعيني التعويض عن نواقص الوجدان النفسي في نصوص النخبة ومن ملاحظاتي لما قرات بالنسبة لعظمة هذا الكتاب ان حياة السعدون وفنه في الكتابة شيئا واحدا لا ينفصل فيه الانسان وربما طغى التحليل على جانب البحث في عبقريته التي بامكاني اذا سمح لي استاذي الذي لم التقيه …..نسبها الى العبقرية اليونانية كاكتساب وليس جينا وراثيا بالتاكيد …واجهد السعدون نفسه في البحث لذا شكل معيارا لفهم طبيعة الحياة التسعينية من خلال النصوص السالفة الذكر وغيرها كثر وجدت في كتابه فاعتقد شكل نقده رؤيا فلسفيه للحياة الادبية .وانا شخصيا وانا اقرا الكتاب شعرت بالخوف لعظمته وارتباطه بالذات من خلال الامتزاج بين تكويني النفسي والبايولوجي ولا شك تاثري بالكتاب وما جاء فيه اثارة دوافع الكتابه لدي ..اما الاعمال التي عرضها لنا السعدون لبعض من الشعراء درست النص وبنيته فكل نص اختاره يعد ميدانا للتحليل وفق مناهج نقدية مختلفة فمن الممكن ان يتأثر الجيل الجديد بجدلية النص التسعيني والاعمال الادبية عبارة عن بنية نسقية تعكس الواقع الاجتماعي والتاريخي واعتقد مثلت النصوص في جدل النص التسعيني تمثيلا رمزيا لمعطيات واعية في نفس الاديب وهنا ثمة سؤال ؟هل منظومة النقد العراقي قادرة على كشف العيوب النسقية ام لا ؟؟ ان الفرق بين التجربة الحقيقية وبين التجربة الوهمية التي سرعان ما تختفي بانحسار موجة النشر والحضور الاجتماعي في الشارع الثقافي سردية رائعه لجيل كامل وهنا اعادة النظر لوظيفة النقد التقليدية وطرح موضوعات تستحق ان تمثل ثقافة الجيل التسعيني كدليل وتجربة زاهر الجيزاني الشعرية الرائدة والمبكرة تعد متعة وفائدة وتقرا بشغف تام وهذا ما وضحه علي سعدون في جدل النص التسعيني ووظف افكاره من خلال النقد الثقافي في كتابه كاستهلاك للمستهلك الثقافي وليست في نقد الثقافه واطلاق محور دراستها ورصدها وتجلياتها وظواهرها وحينما نقول ذلك فاننا نعني ان لحظة هذا الفعل هي في عملية الاستهلاك الثقافي النقدي ..اي الاستقبال الجماهيري والقبول من قبل القراء لخطاب ما …شكرا علي سعدون …العراق لا يعقم …هذا ما خرجت به من قراءتي لجدل النص التسعيني …