غارات جديدة للجيش التركي على عفرين شمالي سوريا

واشنطن وصفت العملية «مزعزعة للاستقرار»
متابعة – الصباح الجديد:

قال الجيش التركي إنه قصف مواقع للأكراد في منطقة عفرين السورية امس السبت حيث استهدف مخابئ ومعاقل يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، في وقت انتقد زعيم أكبر حزب تركي معارض تصريحات الحكومة حول العملية الوشيكة في عفرين شمال سوريا، معتبرا أنها ستكون «مكلفة»، فيما وصفت واشنطن العملية المرتقبة بأنها «مزعزعة للاستقرار».
وأضاف الجيش في بيان أن المتشددين قصفوا مواقع تركية في وقت سابق.
وقال الرئيس رجب طيب إردوغان خلال الأسبوع الاخير إنه سيدمر منطقة عفرين الكردية السورية التي يرى أنها تهدد أمن بلاده.
وقال وزير الدفاع نور الدين جانيكلي امس الاول الجمعة إن عملية تركيا في المنطقة بدأت بقصف عبر الحدود لكن لم تعبر أي قوات إلى عفرين.
بدوره انتقد زعيم أكبر حزب تركي معارض تصريحات الحكومة بشأن العملية الوشيكة في عفرين شمال سوريا، معتبرا أنها ستكون «مكلفة»، فيما وصفت واشنطن العملية المرتقبة بأنها «مزعزعة للاستقرار».
ودعا كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي إلى إفساح المجال أمام الدبلوماسية لحل مشكلة عفرين، وقال في تصريح صحفي أمس الجمعة: «إذا تم اللجوء إلى الدبلوماسية سيتم التوصل إلى اتفاق»، محذرا من تفاقم المشكلة وتبعاتها الكبيرة على تركيا.
وأوضح كليجدار أوغلو، أن عفرين ليست مثل مدينة الباب التي تمت السيطرة عليها في آب 2016 ضمن عملية «درع الفرات»، مشيرا إلى أن عملية الباب التي قتل فيها 72 جنديا تركيا، «شهدت اتفاقا دوليا من قبل الولايات المتحدة وروسيا وايران وسوريا».
من جانبه، وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية أمس الاول الجمعة، التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية في عفرين بأنها «مزعزعة للاستقرار».
وقال في حديث للصحفيين: «لا نعتقد أن عملية عسكرية في عفرين أو أخرى تستهدف قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشمال شرق سوريا، تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سوريا أو تبدد مخاوف تركيا بشأن أمن حدودها».
وأضاف: «لا نعتقد أن التهديدات أو الأنشطة (التركية)، التي ربما تشير إليها التقارير الأولية، تدعم أيا من تلك القضايا. إنها مزعزعة للاستقرار».
بدوره، حذر رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد في البرلمان الروسي فيكتور بونداريف، أنقرة من إجراء عملية عسكرية شمالي سوريا، مشيرا إلى أنه لا ينبغي حل هذه المشكلة القائمة بين تركيا والأكراد باستخدام القوة، وأضاف: «هذا لن يعود بالفائدة لا على تركيا ولا على أحد».
وكان هاكان جاويش أوغلو نائب رئيس الوزراء التركي أكد امس الاول الجمعة، تمسك أنقرة بتنفيذ العملية العسكرية في عفرين «مهما كان الثمن» لضمان أمن حدود البلاد والقضاء على الإرهابيين، على حد تعبيره.
وكانت المدفعية التركية قصفت بكثافة منطقة عفرين في سوريا امس الاول الجمعة فيما قالت أنقرة إنه بداية عملية عسكرية على المنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد.
جاء القصف عبر الحدود بعد أيام من تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسحق وحدات حماية الشعب الكردية السورية في عفرين ردا على تزايد نفوذ الأكراد في شريط واسع من الأراضي في شمال سوريا.
ومن شأن العمل العسكري المباشر في منطقة يسيطر عليها مسلحون أكراد فتح جبهة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا وزيادة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة في وقت وصلت فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة إلى نقطة حرجة.
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي امس الاول الجمعة «العملية بدأت فعليا بقصف عبر الحدود لكن لم يتم عبور الحدود. عندما أقول فعليا لا أريد أن يكون هناك سوء فهم، العملية بدأت دون عبور للحدود».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن مثل تلك الخطوات ستقوض الاستقرار الإقليمي ولن تساعد في حماية أمن الحدود التركية.
وقال المسؤول للصحفيين «لا نعتقد أن عملية عسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي أو استقرار سوريا أو حتى مخاوف تركيا بشأن أمن حدودها» مشددا على أن معلوماته عن الخطوات العسكرية التركية محدودة.
وأضاف «تلك النوعية من التهديدات أو الأنشطة التي تشير إليها تلك التقارير المبدئية لا نعتقد أنها تفيد أي من تلك القضايا. إنها مزعزعة للاستقرار».
وبثت وسائل اعلام ووكالات إخبارية، لقطات للمدفعية التركية عند قرية سوجديجي الحدودية وهي تطلق قذائفها امس الاول الجمعة باتجاه منطقة عفرين في شمال غرب سوريا وقالت وحدات حماية الشعب إن القوات التركية أطلقت قرابة 70 قذيفة على قرى كردية في قصف من الأراضي التركية .
وقال روجهات روج المتحدث باسم الوحدات في عفرين لرويترز إن القصف استمر حتى وقت متأخر بعد ظهر الجمعة.
وأضاف أن ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية.
وقالت وحدات حماية الشعب في بيان إنها مستعدة لمواجهة القوات التركية والجيش السوري الحر الذي وصفت مقاتليه بالإرهابيين وإنها ستقضي عليهم في عفرين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن تقارير إعلامية عن انسحاب وحدات عسكرية روسية من منطقة عفرين تم نفيها دون أن يحدد الجهة التي نفتها.
وأرسلت تركيا قائد جيشها إلى موسكو الخميس الماضي لطلب الموافقة على تنفيذ ضربات جوية على عفرين على الرغم من أن دمشق حذرت من أنها ستسقط أي طائرات تركية تدخل مجالها الجوي.
• «لا بديل»
لكن جانيكلي قال إن أنقرة مصرة على تدمير الجماعة الكردية وأضاف «سنقضي على جميع الشبكات والعناصر الإرهابية في شمال سوريا. لا يوجد بديل».
وتابع قائلا «العملية في وسط عفرين قد تستمر لفترة طويلة لكن المنظمة الإرهابية سوف يقضى عليها بالكامل هناك».
وعلى الرغم من أن جانيكلي قال إن القوات التركية لم تعبر إلى عفرين قالت صحف تركية إن 20 حافلة تقل مقاتلين من الجيش السوري الحر عبرت يوم الاول الجمعة من تركيا إلى منطقة تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا إلى الشرق من عفرين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة