صح النوم !

يعدّ “النوم” عند البعض هواية محببة أو عشقاً لا يقاوَم.. كيف لا.. وقد وصفه الأولون بالسلطان الذي لا سلطان عليه!
هُناك مَن يعشق النوم على السرير والحرير وهناك من يغفو مجبراً على الحصير، هناك من ينام وقوفاً وهناك من ينام جلوساً، هناك من يغلبه النوم في العمل أو خلال عقد جلسات البرلمان أو في أثناء قيادته للسيارة أو عند الاستماع للمحاضرات والخطب السياسية المملة أو عند حضوره الندوات والمؤتمرات الصحفية التقليدية أو حتى عند أداء الامتحانات الوزارية!
بـمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظّمها “الرابطة العالمية لطب النوم” وبمشاركة أكثر من 75 دولة.. يـحتفل العالم في الثامن عشر من آذار “باليوم العالمي للنوم” حيث تـهدف هذه الفعالية الى التثقيف والتوعية بأهمية النوم الصحي وارتباطه بنمط الحياة، فضلاً عن إيضاح التأثير السلبي لاضطراباته الـمختلفة التي تصيب ما نسبته 45% من سكان العالم.
بعد الانتهاء من خوض منافسات المسابقة العالمية للنوم.. عاد “أبوعرب” لمنزله مزهواً بانتصاره على منافسيه حاملاً كأس البطولة وسط أهازيج وهلاهل الأهل واحتفال الأصدقاء والجيران والخلان بعد تحطيمه الرقم القياسي في النوم المتواصل لمدة أسبوع من دون أن يرف له جفن.. استقبلته زوجته والفرحة تغمرها قائلة: “تعال يا قرة عيني.. زوجي الحبيب.. أجلس بجواري.. إني متشوقة لسماع قصة إنجازك التأريخي في هذه المسابقة؟
قاطعها أبو عرب قائلاً لها: “يازوجتي أنا متعب جداً والنعاس يكاد يغلبني.. دعيني أذهب الآن الى السرير لأخلد الى النوم لقد أنهكتني هذه المسابقة.. وعندما استيقظ.. سوف أحكي لك القصة من طق طق الى سلام عليكم”!
“النوم السليم.. حُـلم في متناول الجميع” شعار اليوم العالمي للنوم لهذا العام رفعته رابطة طب النوم، مؤكدة في بيانها على ضرورة الاهتمام بتشخيص وعلاج الأعراض المرتبطة بقلة أو رداءة النوم كالأرق المزمن الذي يصيب ما بين 30% إلى 45% من الأفراد البالغين، وهذا يتسبب في ظهورالأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسكّري والسمنة المفرطة، واضطرابات المزاج والشهية والسلوك وزيادة النعاس في أثناء النهار فضلا عن ارتفاع خطر التعرض لحوادث السيارات. وناشدت رابطة طب النوم الجميع تعزيز الحياة الصحية، لأن الجسم السليم في النوم السليم.. وهذا يضفي زيادة في الشعور بالسعادة والثقة في النفس وارتفاع الأداء العملي وجودته، فضلاً عن تجنـّب أعراض التوتر والقلق والاكتئاب والمشكلات الزوجية.
ويبدو أن الكاتب العالمي ((مارك توين)) كان مغرماً بالراحة والنوم وملتزما بتطبيق تعليمات رابطة طب النوم.. حتى أنه كان يمارس الكتابة والقراءة وهو نائم في سريره، وقلما كان يخرج من غرفة نومه!
وذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته، وعندما أخبرته زوجته بذلك
قال لها: ((دعيه يدخل))….. غير أن الزوجة اعترضت قائلة:
هذا لا يليق….. هل ستدعه يقف بينما أنت نائم في الفراش؟!
فأجابها ((مارك توين)): عندك حق، هذا لا يليق أطلبي من الخادمة أن تعد له فراشاً آخر!
عموما فأن عشاق النوم من أنصار حزب “الصباح رباح” سيحتفلون قبل جماعة أنصار “صح النوم” بهذا اليوم التاريخي.. فمنهم من سوف ينام على أنغام الموسيقى أو صوت الشخير أو خرير مياه طفح المجاري ومنهم من سوف ينام على أنغام الخطب والتصريحات والشعارات الحماسية أوعلى صياح أو عراك ضيوف برامج التناطح السياسي!

• ضوء
ينام “السياسي” وعينه على الكرسي!
عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة