الثابت والمتحول في الشخصية العراقية

صدر عن دار ومكتبة عدنان/ المتنبي-بغداد، كتاب جديد للدكتور إبراهيم الحيدري بعنوان «الثابت والمتحّول في الشخصيّة العراقية»، وهو دراسةُ سوسيولوجية للتغيرات البنيوية التي حدثت للشخصيّة العراقية خلال العقود الأخيرة حتى عام 2003.
يرد في الكتاب ان العراق عانى على مرِّ التاريخ الكثيرَ من التسلّط والظلم والاضطهاد، الأمر الذي جعل الشخصيَّة العراقيَّة في مدٍّ وجزرٍ وتغيّرٍ وتذبذُبٍ، ومن أجلِ ذلك يصعُبَ الحديث عن السمات الثابتة للشخصيّة العراقيَّة في جميع المراحل التاريخيَّة. وعلى الرَّغم من ذلك توجد خصائص وسمات أنثروبولوجيّة واجتماعيَّة ونفسيّة، تكون قاسماً مشتركاً بين أكثر العراقيّين، تجمع الأَنَا والنحنُ في وحدة تكامليَّة. وإذا لم تكن هذه السّمات قَطعيّة ونهائيَّة، لا يمنعنا ذلك من اعمامها على أكثريّة أفراد المجتمع العراقيّ.
يحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول: يتضمن الفصل الأول إشكالية الثقافة في العراق وعلاقتها الجدليّة بالشخصيَّة؛ لأهميتها الاستثنائيّة في هذه الظروف المعقّدة، التي يمرّ بها العراق بعد الرِّدَّة الحضاريّة، التي تعرّض لها في العقود الأخيرة.
وفي موضوع الشخصيَّة؛ قدّم المؤلف تعريفات عديدة لمفهوم الشخصيَّة، مركّزاً في أحدث النظريات الاجتماعيَّة والنفسيّة المعاصرة، مثل: نظرية فرويد وأدورنو وأريش فروم وغيرهم. وكذلك على العلاقة الجدليَّة بين الوراثة والمحيط، وتأثيرهما على شخصيّة الإنسان، وعن أهمّ الدراسات والبحوث التي درست الشخصيَّة العراقيَّة والعربيّة، ولاسيّما دراسات عليّ الورديّ وجمال حمدان، مؤكدين على دور النظام الأبوي البطريركي في تشكيل العقلية العراقية المنقسمة على ذاتها وكذلك على مفهوم الشخصيَّة المتسلّطة كما جاء عند أدورنو، وعلى مفهومي الساديّة والمازوشية كما عند أريش فروم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة