اعتاد الشارع العراقي على سماع ومشاهدة الكثير من الخلافات والاختلافات والتقاطعات بين أطراف سياسية لا بين أطراف رياضية، وقد يكون هذا أمر طبيعي نسبة لما عرفناه عن السياسة عبر ما قاله السياسيون انها لعبة قذرة وبما انها لعبة قذرة قابلة لهذه الفجوات الحاصلة بين أهلها، خصوصا وأن أجواءها تسودها الأساليب الملتوية.
وفي عالم الرياضة العكس هو الصحيح، كونها حمامة سلام وعبارة عن رسالة محبة، ولا يمكن لأهلها ان يصنعوا الفجوات فيما بينهم ويتقاطعوا حيث هذا يتنافى مع واقع الرياضة، ولكن ما يؤسف تشهد الحركة الرياضية ذات الأحداث التي اعتدنا مشاهدتها وسماعها في قطاع السياسة، حيث هناك تقاطعات بين مؤسسة رياضية واخرى وكذلك خلافات واختلافات بين المدير التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية وامينها العام وكما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الخلافات، وكأننا نعيش في قانون الغابة وليس في دولة فيها قوانين وقضاء وأجهزة أمنية مخابراتية وما الى ذلك من مرافق معنية بحماية الوطن والمواطن ثم لمصلحة من هذه الخلافات ؟ بلا شك الخاسر الوحيد هي الرياضة العراقية برمتها وكل هذا حصل ويحصل بسبب النظر للأمور من زاوية ضيقة وعين واحدة وهذا سببه المصالح الشخصية التي تغلبت على المصالح العامة.
أيضا هناك خلاف بين النائب الثاني لاتحاد الكرة علي جبار ومدرب المنتخب الأولمبي الكابتن عبد الغني شهد وكانت بينهما تصريحات متشنجة في الوقت الذي يدخل المنتخب الأولمبي في مسابقة مهمة الا وهي نهائيات آسيا تحت سن ٢٣ عاما التي تبدأ اليوم في الصين وهذا بعيد كل البعد عن المهنية والوطنية بأعتبار المنتخب الأولمبي في مهمة وطنية ولا يجوز عرقلة مسيرته بهذا الشكل اللا مسؤول سواء من هذا الطرف أو من ذاك !.
اعتقد يتطلب على البعض من المعنيين بقطاع الرياضة والمتصديين لمسؤوليته ان يراجعوا حساباتهم ويدركوا جيدا أن ما يسلكوه من أساليب وسلوكيات لا تخدم وغير مجدية تماما، بل هي هدامة لواقع جميل في نظر الجميع خصوصا وأن العراقيين اغلبهم اتجهوا لمتابعة هذا الواقع الرياضي هربا من الواقع السياسي المأساوي الذي يعدونه سبب بما حل بهم من كوارث لذا أقول لهم لا تغلقوا المتنفس الوحيد لشباب العراق بنحو خاص وللعراقيين بنحو عام والتوفيق من الله.
* صحفي رياضي
عبد الكريم ياسر