يثير المخاوف الصينية والروسية المشتركة من الارهاب المسلّح في المنطقة
متابعة – الصباح الجديد:
استدعت باكستان السفير الأميركي لديها بعدما انتقد الرئيس الاميركي في تغريدته الأولى للعام 2018 باكستان واتهمها بـ «الكذب» و»الخداع» في شأن إيواء المتطرفين.
وأعلن ناطق باسم السفارة أنه طُلب من السفير ديفيد هايل التوجه الى وزارة الخارجية في العاصمة الباكستانية الاسبوع الماضي .
وأكد ناطق باسم السفارة الأميركية أن هايل التقى مسؤولين، لكنه اضاف «ليس لدينا اي تعليق في شأن جوهر اللقاء».
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في تصريح للصحافيين، إن «هدفنا معرفة أنهم يستطيعون بذل المزيد لوقف الإرهاب ونريد منهم أن يقوموا بذلك».
وأضافت «في ما يتعلق باتخاذ إجراءات محددة، اعتقد أنكم سترون بعض التفاصيل الأخرى في هذا الشأن ما بين الساعات الـ 24 والـ 48 المقبلة».
وكان ترامب هاجم اسلام اباد في تغريدته الأولى للعام 2018، فكتب: «ان الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من33 بليون دولار من المساعدات في السنوات الـ 15 الأخيرة، في حين لم يعطونا سوى أكاذيب وخداع معتقدين أن قادتنا أغبياء»، مضيفاً «يقدمون ملاذاً آمناً للإرهابيين الذين نتعقبهم في أفغانستان من دون مساعدة تذكر. انتهى الامر!».
وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي ، إن «البيت الأبيض لا يعتزم إرسال 255 مليون دولار مساعدات لباكستان هذه المرة»، مضيفاً أن «الإدارة تواصل مراجعة مستوى تعاون باكستان».
ولم يتضح حتى الآن ما الذي دفع ترامب لانتقاد باكستان، لكنه يشكو منذ مدة طويلة من أن إسلام أباد لا تبذل ما يكفي للتصدي للمتشددين.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت في 29 كانون الأول الماضي أن إدارة ترامب «تبحث بعمق» ما إذا كانت ستوقف مساعدات بقيمة 255 مليون دولار لباكستان.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سعوا للقاء عضو في شبكة «حقاني» المرتبطة بحركة «طالبان» بعد اعتقاله في باكستان في محاولة للحصول على معلومات في شأن أميركي واحد على الأقل محتجز رهينة لكن طلبهم قوبل بالرفض.
وسارعت باكستان الى الرد، معلنة انها قدمت الكثير للولايات المتحدة وساعدتها في «القضاء» على تنظيم «القاعدة»، فيما لم تحصل سوى على «الذم وعدم الثقة»، في تعليقات غاضبة من وزيري الخارجية والدفاع.
وأكد وزير خارجية باكستان خواجه آصف ، أن بلاده ترفض المساعدات الأميركية، رداً على انتقادات ترامب.
وقال آصف فى مقابلة حصرية أجراها مع قناة «جيو» الباكستانية: إن «الولايات المتحدة تكيل التهم لباكستان بسبب اخفاقها في أفغانستان، وشعور ترامب شخصيا بخيبة الأمل إزاء هزيمة بلاده هناك».
وأضاف «لا نريد المساعدات الأميركية، ويمكن لترامب أن يرجع لإدارته في شأن أسباب تقديم هذه المساعدات، فباكستان قدمت خدمات فعلية للولايات المتحدة باستخدام طرقها البرية والبحرية والحديدية».
وحول الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، أكد وزير الخارجية الباكستاني أن «المفاوضات السلمية تمثل الحل الوحيد للأوضاع في أفغانستان ، وإنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع طالبان».
وحذر أيضا من أن بلاده ستدافع عن سيادتها في حال قيام الولايات المتحدة بتنفيذ غارات بطائرات من دون طيار على أراضيها، مؤكدا أن سياسة بلاده الخارجية تركز على حماية مصالحها القومية.
وتنفي اسلام اباد باستمرار الاتهامات لها بالتغاضي عن العمليات المسلحة، منتقدة الولايات المتحدة لتجاهلها الآلاف الذين قتلوا على اراضيها والبلايين التي انفقت على محاربة المتطرفين.
وقالت إدارة ترامب في وقت سابق إنها ستؤجل إرسال مساعدات بقيمة 255 مليون دولار إلى باكستان. والشهر الماضي قال ترامب خلال كلمة له إن الإدارة الأميركية تقدم «مبالغ ضخمة سنوياً لباكستان. عليهم تقديم المساعدة».
بدوره، قال سفير أفغانستان في واشنطن حمد الله محب في تغريدة على «تويتر» أمس إن تغريدة ترامب «رسالة مشجعة للأفغان الذين يعانون على يد الإرهابيين المتمركزين في باكستان منذ فترة طويلة جداً».
وتستمتع باكستان بقدرة الجيش الأميركي على الرد على عنف المليشيات، رغم أن مهمة الولايات المتحدة كانت الاعتماد على الطيران الباكستاني وتتبع الطرق على الأرض لإيصال الذخائر إلى القوات في أفغانستان، ويطرح السؤال نفسه بعد قطع المساعدات العسكرية عن أفغانستان من سيقع تحت الضغط الأكبر، الباكستانيين أم التحالف المقاتل لطالبان.
وعبّر المسؤولون الباكستانيون عن غضبهم من القرار الأميركي، واعتبر البعض قطع المساعدات بمثابة إفساح الطريق لأفغانستان، ويبدو أن قائد القوات الجوية الباكستانية أغلق المجال الجوي الباكستاني في وجه الأميركيين، حيث قال العقيد سهيل أمان، الخميس الماضي في إسلام آباد، إن قواته مستعدة ومجهزة بالكامل للدفاع عن حدود البلاد، وأصدر وزير الخارجية بيانا يوم الجمعة الماضي ، أكّد فيه : «نتعامل مع الإدارة الأميركية بشأن قضية التعاون الأمني، وننتظر المزيد من التفاصيل، نعتقد أن التعاون الأميركي الباكستاني في مكافحة التطرف خدم مصالح الأمن القومي الأميركي، وكذلك المصالح الأكبر للمجتمع الدولي»، منتقدًا قرار ترامب، حيث أشار إلى أنّ «العمل من أجل السلام يتطلب الثقة والاحترام المتبادلان، موضحا أن القرارات التعسفية والإعلانات الأحادية وتغيير الأهداف يؤدي إلى نتائج عكسية في التصدي للتهديدات المشتركة».
واتهم المسؤولون الباكستانيون الولايات المتحدة بجعل باكستان كبش فداء لأخطاء أفغانستان، ويطالب عمران خان وهو سياسي بارز في المعارضة، اتخاذ خطوات لفض الاشتباك الدبلوماسي مع الولايات المتحدة، وحين تدهورت العلاقات الباكستانية الأميركية في السابق، ومنعت إسلام آباد الولايات المتحدة من الوصول إلى طرق الإمداد، اعتمد الجيش الأميركي على بديل أكثر تكلفة حيث الربط بين موانئ البلطيق وبحر قزوين من خلال روسيا وبلدان آسيا الوسطى، ولكن هذا الطريق ليس مضمونا بما يكفي نظرا للعلاقات الروسية الأميركية، ونفوذ موسكو على دول آسيا الوسطى، ومن وجهة النظر الأميركية والأفغانية، فإن محاولة تغيير وجهة نظر باكستان ازدادت صعوبة في السنوات الأخيرة وسط انهيار الإجماع النسبي بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة مثل روسيا وإيران، حول المهمة الأميركية للقضاء على الجماعات المتطرفة الدولية في أفغانستان.