العراقيون القدامى كانوا يحتفلون بالنماء في رأس السنة

الصباح الجديد- أحلام يوسف
احتفالات رأس السنة لم تكن شائعة في العراق، إلا لدى بعض العائلات العراقية، إذ كانت الغالبية تجد أن المناسبة خاصة بإخواننا من المسيحيين.
الحال تغيّر منذ سنين عدة، وأصبحت بالنسبة للعراقيين مناسبة لإشاعة الفرح وأجواء الاحتفال، والبهجة التي نفتقر إليها في ظل الظروف الصعبة التي مررنا ونمر بها منذ سنين طويلة.
وبدأ العديد من العراقيين اليوم بإطلاق الألعاب النارية مثلما جرت العادة في دول الغرب، بليلة رأس السنة الميلادية، والتي تصادف ليلة الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر من نهاية العام. وهذا الحدث يتم إحياؤه في كل العالم بالتزاور بين الناس، وفي احتفالات ذات أشكال متنوعة، سواء بالرقص، أم مشاهدة الألعاب النارية أم بغيرها.
ومن المعلوم أن الاحتفالات التي تقام في شتى مدن العالم في ليلة رأس السنة لا تحدث في وقت واحد، وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مرورًا بأوروبا والشرق الأوسط، إذ يلعب فارق الوقت دورا في هذا الاختلاف، في المدن الشرقية والغربية تختلف عادات الاحتفال، ولكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض الألعاب النارية.
الباحث والمنتقب الآثاري عامر عبد الرزاق تحدث عن احتفالات رأس السنة في العراق القديم وقال: كانت هناك احتفالات برأس السنة في العراق القديم، وكانت احتفالات بهية وجميلة، لكن رأس السنة في العراق القديم كانت تقام في الأول من نيسان، أي بداية الربيع، وهذا اليوم في العراق القديم والذي يتساوى فيه الليل والنهار، هو يوم الحادي والعشرين من آذار نفسه الذي نحتفل اليوم به بعيد الربيع.
وتابع عبد الرزاق: يسمى يوم الاحتفال “حجيتو اكيتو”، ويعني رأس السنة، وهناك في العراق القديم بيت كبير وواسع يقع على أطراف كل مدينة، ويسمى بيت الاكيتو أي بيت احتفالات رأس السنة، وكانوا يختارون أرياف المدن لبناء بيت اكيتو لأنها أرض واسعة، وطبيعة خلابة، ويقال أن الاحتفالات كانت تمتد الى 11 يوما.
وأضاف عبد الرزاق: كانت الاحتفالات تتمثل بإلقاء قصائد الشعر، والغناء، وإشعال البخور، وطقوس معنية بالعبادة. العائلات في العراق القديم تجتمع بهذه المناسبة على مائدة واحدة، وتتبادل العائلات الأكلات الطيبة فيما بينها، وتقيم احتفالات موسيقية، ومن العادات التي كانوا يمارسونها بعد الاحتفالات هو أن كل شخص يقوم بزرع شجرة، ويكون مسؤولا على الاعتناء بها، وتبدأ أيضا عملية تنظيف المدن في هذا اليوم، والبناء سواء ترميم، ام مشاريع مد الجسور وبناء المعابد، وما كان يسمى في العراق القديم بـ “صب القالب” لأنها تعد بداية الحياة الجديدة، فقد كان حب الوطن هو ما يجمعهم، ويسعون الى الحفاظ عليه.
هل يعيد العراقيون أمجاد أجدادهم في حب الوطن والأرض فيفعلوا ما كان يفعل الأقدمون.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة