الذهب البرازيلي زينة سقطت من صندوق الخزينة

أحلام يوسف:
هناك مثل يقول “الذهب زينة وخزينة”، أي ان المرأة يمكن ان تتزين به، ووقت الحاجة يمكن لها ان تبيعه وتستفيد من أموال البيع، وكثيرات هن النسوة اللواتي ساعدن ازواجهن بشراء قطعة ارض، او بنائها، بأموال الذهب خاصتهن.
في السنين القليلة الماضية، انتشر في الأسواق العراقية الذهب البرازيلي، الذي يشبه الى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي، وقد اقبلت النساء في العراق على شرائه للتباهي ببعض المناسبات التي تستدعي ارتداء زينتهن بالكامل، ومن دون صرف مبالغ كبيرة عليها.
بعض أصحاب محال بيع الذهب قالوا ان سوق الذهب الأصلي تأثر بهذا الأمر، فهل العامل الاقتصادي هو فقط ما يدفع المرأة الى الذهب البرازيلي، ام هنالك عوامل أخرى تدفعهن لشرائه؟
أبو كرار صاحب محل لبيع الذهب في مدينة الكاظمية يقول: نعم بالنسبة الي تأثر موضوع البيع لكن لمدة وجيزة، حيث صار الاقبال على الذهب البرازيلي بنحو يقترب من حد الهوس، اليوم، اختلف الامر بعض الشيء، وعادت النسوة لشراء الذهب، خاصة بعد ان سهل العديد من أصحاب المحال وانا من بينهم، موضوع البيع بتقسيط المبلغ، لكن طبعا بشروط محددة منعا للمشكلات. ولا ننسى هناك موضوع مهم، يخص المهر الذي يقدمه العريس لخطيبته، فلا يمكن ان تقبل أي عروس ان يقدم لها عريسها الذهب البرازيلي، لذلك فلا يمكن الاستغناء عن شراء الذهب الحقيقي ابدا.
محمد العبيدي صائغ من مدينة بغداد الجديدة يقول: لا يمكن ان يحل الذهب البرازيلي محل الذهب الحقيقي، لأننا عندم نقول ان الذهب زينة وخزينة، فهذا المنطق صحيح بالنسبة للذهب الحقيقي، لكنه غير منطقي مع الذهب البرازيلي، لذلك فالكثير من النساء اقبلن على شراء الذهب البرازيلي، لكن من اجل زيادة اللون الأصفر البراق في زينتهن، لان العديد منهن يقمن بشراء الذهب الحقيقي، وغايتهن الأولى هي ان يكون “خزينة” فبدل ان تحتفظ بالمال نقدا، وقد تتأثر قيمته بالسوق، تقوم بشراء الذهب الذي يقف بالتوازي مع السوق.
سلامة عبد دخلت الى أحد أصحاب المحال التي تبيع الذهب البرازيلي، فسألناها عن السبب الذي يدفعها لشراء الذهب البرازيلي فقالت: انا ميسورة ماديا والحمد لله، ولدي ما يعادل الكيلوين من الذهب الحقيقي، لكني لا ارتديه الا في مناسبات الاعراس، الذهب البرازيلي اشتريه لأرتديه في الأيام الاعتيادية، أي عندما أزور أقرباء لي، او جار، او أحيانا عند ذهابي لاحد المولات، فهو اكثر امناً لأني أخشى ان يقوم أحدهم بسرقته خاصة القلادة او الحلق.
ويقول محمد عبد الستار من حي اور: كثير من النساء يشترين الذهب البرازيلي بسبب اوضاعهن المالية الضعيفة، ولأنها تجد ان اقاربها او جاراتها من النساء يرتدين الكثير من الحلي المصنوعة من الذهب الحقيقي، فكي توازيهن ولا تشعر بانها ادنى منهن اقتصاديا، تقوم بشراء الذهب البرازيلي، وتبحث عن مصوغات تشبه الذهب الحقيقي الى درجة كبيرة، يصعب معها التفريق بينهما، إضافة الى ان هناك عددا من النسوة اللواتي يرتدين الذهب البرازيلي خوفا من اللصوص، وكي لا تصاب بصدمة في حال سرق منها قطعة من الحلي، قد يصل سعرها الى المليون او اكثر.
آراء الصاغة وآراء مقتنيات الذهب تطابقت بنحو كبير، وأيدت اغلبها ان المخاوف من السرقة، وضعف القدرة الشرائية، تدفع الى شراء الذهب المقلد، لكن ” يبقى الأصيل اصيلاً فإما اشتريه والا فلا ” وهذا ما قالته فتاة زينت جيدها ومعصمها ببعض الإكسسوار والخرز الملون وبنحو رائق وجميل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة