لندن ـ ابتسام يوسف الطاهر:
أستضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن المخرجين ميسون الباجه جي وقاسم عبد ليتحدثا عن تجربتهما في انشاء معهد او مدرسة للتدريب في مجال التلفزيون والسينما.
قدم الأمسية، السينمائي علي رفيق الذي تحدث عن بدايات هذه التجربة «تأسست كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد عام 2004 من قبل المخرج قاسم عبد والمخرجة المنتجة ميسون الباجة جي لتكون مركزاً للتدريب في مجال التلفزيون والسينما، وكان هذا المركز الأول من نوعه في العراق وهو مشروع غير حكومي وغير ربحي لتدريب بعض الطلبة العراقيين مجاناً في ميدان السينما والتلفزيون، من خلال توفير الأجهزة المطلوبة لهم وتزويدهم بالمعلومات فيما يخص تمويل مشاريعهم السينمائية والتلفزيونية المستقبلية، وإعلامهم بالدورات التدريبية الأخرى في داخل العراق أو خارجه.
استمر المشروع لمدة عشر سنوات. تم خلالها اقامة ست دورات، خمس في مجال صناعة الأفلام الوثائقية واخرى في التصوير والإضاءة والصوت، إضافة الى دورة للفيلم الوثائقي في الخرطوم بدعوة من معهد غوتا الالماني في 2010. ونظمت الكلية مهرجانا للفيلم الوثائقي في2011 وعرضت افلام طلبة الكلية في ثلاث محافظات عراقيه، بغداد، واربيل والبصرة.
واشتركت الكلية مع الجمعية العراقية لدعم الثقافة في تنظيم وادارة اول مهرجان لحقوق الانسان في العراق (عين بغداد) عام 2012 وعرضت افلامه في كل من بغداد البصرة النجف والفلوجة، ثم اشار علي رفيق الى انتهاء المخرج قاسم عبد من وضع اللمسات التقنية الأخيرة على فيلمه (مرايا الشتات)، وهو فيلم وثائقي طويل يتناول حياة بعض الفنانين التشكيليين في المنفى بعيداً عن وطنهم. وفيما يتعلق بالمخرجة ميسون الباجه جي، افيد انها شرعت بتصوير فيلمها الجديد وعنوانه (شكو ماكو) وهو فيلم روائي طويل كتبت السيناريو له مع الكاتبة ارادة الجبوري يروي حياة مجموعة من العراقيات في فترة 2006/2007 فترة أشتعال العنف الطائفي.
الفنان قاسم عبد شارك في لجنتي التحكيم في مهرجان ابوظبي 2010 ومهرجان بغداد لحقوق الانسان 2012، وكان منظماً ومديراً لمهرجانين سينمائيين في العراق، من افلامه: همس المدن- في مهرجان سينما الواقع 2014، و(الحياة بعد السقوط) الذي فاز كأفضل فيلم في مهرجان ميونيخ2008 وفيلم ناجي العلي (فنان ذو رؤية) فاز بجائزة مهرجان الفيلم العربي في لندن ..وغيرها من الافلام.
والفنانة ميسون الباجة جي مخرجة سينمائية عراقية-بريطانية تقيم في لندن. درست في العراق والولايات المتحدة الاميريكية. وفي لندن درست الفلسفة وحصلت على البكالوريوس بمرتبة شرف. ثم تخرجت في مدرسة لندن للسينما. عملت لسنوات وانتجت العديد من الافلام الوثائقية والروائية. كتبت سيناريوهات لأفلام عديدة أختير أحدها من الاتحاد الأوروبي، درّست السينما لطلاب في بريطانيا وفلسطين (القدس وغزة وجامعة بير زيت).
أشهر افلامها: فيلم (اصوات من غزة) 52 دقيقة-انتاج القناة 4 البريطانية، وحائز على جائزة الشريط الأحمر لمهرجان السينما الاميريكية وافلام الفيديو. وفيلم عن نساء العراق (أصوات من المنفى) انتاج القناة 4 البريطانية، وغيرها من الافلام الوثائقية.
تخلل الامسية عرض لبعض افلام الطلبة الذين تدربوا على أيدي ميسون الباجة جي وقاسم عبد منها: فيلم (فحم ورماد) لمخرجه حسين محسن. وفيلم (تكلم بما تفكر به) لمخرجه عماد علي وفيلم (الأرملة) لحسنين هاني. وفيلم (غن أغنيتك) لمخرجه عمر فلاح. وفيلم (الأم الأخرى) لفايز الكناني وسهى احمد.
ثم تحدث الضيفان عن تلك التجربة، ذكر قاسم عبد «انا وميسون كنا في فلسطين في دورة تدريبية لطلاب جامعة بير زيت، ففكرنا بعد التحولات في العراق بماذا نقدم للعراق.. حيث كانت الطموحات في البناء كبيرة.. فقررنا مساعدة الشباب وخاصة اولئك الذين يتوقون لصناعة الافلام السينمائية والأخذ بيدهم لتحويل أفكارهم الى الشاشة وكنا معنيين بالفيلم المستقل، أي ان صناع مثل هذا الفيلم يقدمون رؤى وأفكاراً جديدة وبتكاليف منخفضة واستعمال الأجهزة التي يمكن ان نوفرها لهم». ثم اضاف «مشروعنا كان بمعنى آخر ما يطلق عليه سينما المؤلف أي أن يكون المخرج هو كاتب السيناريو والمصور والمونتير والمخرج».
اضافت الفنانة ميسون الباجه جي «كنا نأمل في تجربتنا ان تتواصل، لكن ظروف العراق وقتذاك كانت تفرض على عملنا التوقف بسبب حصول حادث أمني هنا أو تفجير هناك… فكنا نتوقف لأسابيع وهذا يؤثر في كل الأحوال على تصوير الأفلام في بيئة غير مستقرة وغير آمنة.. وأضافت «ولكي نساعد أكثر كان طلابنا يخرجون الى دمشق وعمان ليتموا عمليات المونتاج والمراحل الإنتاجية التقنية»
وعن المدرسة قالت ميسون: «نسميها كلية مجازاً، فهي مساحة صغيرة.. وكاميرات وادوات تقنية بسيطة.. كنا نخطط لأستقدام أساتذة وفنانين من الخارج ليستفيد طلاب الكلية من خبراتهم لكن الوضع الأمني حال دون ذلك.. اما حول دعم الكلية فقالت، أنهما قررا منذ البدء عدم أستلام الدعم من الحكومات وأنما أقتصر الأمر على ما تقدمه الجهات الخيرية، ثم تطرق قاسم للمشكلات التي عانوها «هي نفسها المشكلات التي يعاني منها البلد، فقد تعرض أحد المخرجين الشباب الى إطلاق النار ، ومخرج آخر خضع للابتزاز العشائري بحجة انه صور زوجة أحدهم».
تخلل الامسية مداخلات من زهير الجزائري وفاطمة المحسن وغيرهم من الحضور المهتم بالسينما.