ترامب والقدس

منذ اعلان ترامب نقل سفارته الى القدس اعترافا من اميركا بأن القدس عاصمة لإسرائيل، هبت عواصف الغضب حول العالم ومن طوائف واديان متعددة بما فيهم اليهود، ضد اميركا. ورفض تلك الخطوة الخطرة، منذ اعلان قيام دولة إسرائيل، فاميركا حرصت على إبقاء موضوع القدس خارج القضية المزمنة بين اسرائيل وفلسطين.
وخرج المئات في العاصمة البريطانية لندن في وقفة احتجاج هي الاكبر من نوعها امام السفارة الاميركية، رافعين شعارات (الحرية لفلسطين) (القدس عاصمة فلسطين) . وغيرها من الشعارات، بالرغم من ان يوم الجمعة هو يوم عمل، وبالرغم من البرد القارس.
شارك في الوقفة المئات من البريطانيين، والمسلمين البريطانيين، والعرب، والفلسطينيين، والانجليز المناصرين للقضية الفلسطينية.
تخللتها كلمات احتجاج ضد العنصرية الاميركية وضد المواقف البعيدة عن الانسانية فيما يخص الحقوق الفلسطينية بالعيش في سلام، في دولة توفر لهم سبل العيش الكريم، بعد معاناة طويلة من التشتت، والحصار الإسرائيلي، والقتل اليومي للأطفال، والشباب الفلسطيني، تحت مسمى الدفاع عن النفس، الذي تتحجج به الحكومة الاسرائيلية في ارتكاب جرائمها في فلسطين. واعلن المتحدثون ان هناك وقفات مماثلة في كامرج وبرايتن وغيرهما من المدن الكبيرة البريطانية.
ففي بريطانيا نضمت اكثر من وقفة احتجاج ضد السياسة الأميركية، وضد ترامب بنحو خاص، والذي تتوالى تصريحاته التي تعيد امجاد الكوكس كلان، العصابة التي روعت الشعب الاميركي خاصة السود.. ففي الاعلام البريطاني هناك برامج ومقالات تسخر من ترامب.
وبعض الاحزاب اليسارية طالبت بمنعه من زيارة بريطانيا، كما هو مزمع. وحتى في اميركا هناك اصوات رافضة له ولسياسته. فالممثل الاميركي روبرت دينيرو قال عنه: “غبي لا يعلم ماذا يفعل أو مايقول، فهو مصيبة كبرى كما قال عنه كولن باول..لم يدفع ضرائب، تافه يثير غضبي، لا ندري الى أي اتجاه يقود البلد فما يهمني هو مصير بلدي، ولكن مع هكذا رئيس لا ندري أي مصير ينتظر اميركا..”.
وحسب الاخبار على صفحة BBC وفي حواراتهم مع بعض الشباب البريطاني اليهودي والمسلم، فاليهود يعدون تصريح ترامب، نسفا لعملية السلام التي يتطلع اليها اليهود، لوضع نهاية للحرب بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذين ينتظرون العيش بأمان.
والشباب المسلم اعلن غضبه لأن هكذا تصريحات تؤجج الغضب العربي الفلسطيني، فالقدس تعد من مقدساتهم الدينية، بل القدس تخص كل الاديان السماوية الإسلام، والمسيح، واليهود ايضا، وهذا يعني بدء انتفاضة حجارة اخرى مقابل الجيش الإسرائيلي، المدجج بكل انواع الاسلحة!
ابتسام يوسف الطاهر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة