لم يبق إلا خمسة اشهر على الموعد الذي حدده الدستور لاجراء الانتخابات يوم ٢٠١٨/٥/١٥ وما زالت بعض الدعوات تنادي بتأجيل الانتخابات على الرغم من ان هذا الموعد قرره الدستور للانتخابات البرلمانية ولا يجوز تأجليه الا بتعديل الدستور واذا نظرنا الى المسألة انتخابيا فأننا نخرج بنتيجة ان اجراء الانتخابات في موعدها سيؤدي الى احتمال تغيير كبير في المشهد السياسي بحيث لا نستبعد ان يكون تغييرا في النواب بما يزيد على ٨٠٪ من نواب البرلمان ويتبعه تغيير في عدد مقاعد الكتل السياسية وعلى مستوى الاحزاب السنية والكردية والشيعية اذا جاز لنا القول بنحو دقيق اذ سيختفي الكثير من نواب المكون السني ويحل محلهم نواب جدد بحيث يؤدي الى ظهور كتل سنية جديدة وشخصيات سنية جديدة وخاصة ممن برز على المستوى الاعلامي امثال المشاريع السنية والتي في حقيقتها احزاب سياسية وشخصيات كسعد البزاز وبعض الشخصيات السنية كمن قاتل داعش وكان له دور في طرده من المحافظات السنية.
وسبب اختفاء الكثير من النواب السنة الحاليين يعود الى عدم تقديمهم اي شيء لجماهير المحافظات السنية في اثناء وجود داعش وفي اثناء التحرير منه وفي اثناء النزوح والعودة بعد التحرير ولرغبة الاكثرية في التغيير بالنسبة للشارع السني والاستبدال بوجوه جديدة واحتمال سيكون التغيير بنسبة تفوق ٨٠٪ من النواب السنة الحاليين والامر ذاته يقال عن الوجود الكردي في البرلمان اذ سيكون هنالك تغيير كبير ايضا بعد ماحصل من استفتاء وما تبعه من اثار ونتائج حيث تغيير الوجوه وتغيير نسبة تمثيل الاحزاب الكردية داخل البرلمان اذ ستكون الاكثرية الكردية لحركة التغيير كوران حيث سيكون ممثلوها قادة للتحالف الكردستاني في البرلمان ويختفي تفوق الحزب الديمقراطي الكردستاني الموجود في البرلمان حاليا مع هامش تغيير كبير في النواب قد يصل الى ٨٠٪ من النواب الكرد كشخصيات.
اما الاحزاب الشيعية في البرلمان فسيطالها التغيير ايضا سواء على النواب او على الكتل فستكون الكتلة التي يقودها الدكتور حيدر العبادي صاحبة النصيب الاكبر في الانتخابات بحيث تأخذ كثيرا من مقاعد الاحزاب الشيعية الموجودة في مجلس النواب وبشكل وعدد يفوق ما حصل عليه ائتلاف دولة القانون في الانتخابات السابقة ويعود ذلك الى النصر الذي حققه العبادي بقيادته التي ترتب عليها طرد داعش وسياسته الاقتصادية على الرغم من الظروف المالية السيئة وتدني واردات النفط ولانه حقق الكثير في الاربع سنوات الماضية اما اذا تم تأجيل الانتخابات فسوف لن يتحقق ما تقدم لان الجماهير بطبيعتها النسيان بمرور الوقت سواء النسيان للانجازات التي تحققت والتي من صالح العبادي والتغيير او سواء نسيان سيطرة داعش على المناطق السنية وماترتب على ذلك من تحرير وظروف سيئة عاشتها تلك المناطق فالنسيان يلعب دوره بالتأجيل وبالتالي سوف يكون التغيير في البرلمان المقبل قليلا اذا تم التأجيل والخلاصة تغيير كبير في الاحزاب والنواب اذا تم اجراء الانتخابات في موعدها وتغيير قليل جدا اذا تم تأجيل الانتخابات.
طارق حرب
الانتخابات بين الإجراء والتأجيل
التعليقات مغلقة