أكدت مصادر أن تعداده يفوق الألف مقاتل يتحصنون في جبال حمرين
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يستجمع تنظيم جديد يضم عناصر منشقة وقيادات سابقة في تنظيم داعش وعدد من التنظيمات الارهابية الاخرى المتشددة ، قواه في جبال حمرين والتلال القريبة منه في مسعى جديد لكسب تأييد المواطنين والبدء بتنفيذ عمليات مسلحة ضد قوات الجيش والحشد الشعبي.
وحسب سكان القرى والارياف التابعة لقضاء الدوز فان هذا التنظيم المسلح مجهول الهوية والاهداف لحد الان فرض سيطرته على مساحات شاسعة من الاراضي تبدأ من نهاية الطوز وتصل الى قرب مدينة كفري، يضم اكثر من 500 مقاتل، وهو يعيد تنظيم صفوفه لاستهداف قوات الجيش والحشد الشعبي.
واكد مصدر مسؤول من قضاء الدوز رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع، في حديث للصباح الجديد، ان هذا التنظيم الجديد سيطر على منطقة شاسعة تمتد من نهاية قضاء الدوز بمحافظة صلاح الدين، وتصل الى مشارف مدينة كفري بمحافظة ديالى، وان عناصره يتحاشون الاختلاط بسكان القرى المجاورة لمناطق تجمعهم، ويستعملون الدراجات النارية في تنقلاتهم، وتزودهم بالمؤون والاحتياجات الضرورية.
واضاف المصدر ان هذا التنظيم المسلح يضم عربا وكردا واجانب، وهم يتحدثون بعدة لغات ويتحصنون في سلسلة جبال وتلال وعرة، ويمنعون وصول سكان القرى الى مناطقهم ويمتنعون من اعطاء اية معلومات عن اعدادهم او الاهداف التي يخططون لها.
واضاف المصدر ان عناصر هذا التنظيم فرضوا سيطرتهم على ابار للنفط، موجودة في حدود قرية بلكانة، كانت احدى الشركات الاجنبية تعمل للتنقيب عن النفط فيها.
واوضح ان هذا التنظيم او المجاميع المسلحة استغلت الفراغ الامني وعدم وجود قوات الجيش العراقي او الحشد او قوات البيشمركة في تلك المناطق، للسيطرة عليها وفرض على هيمنتهم عليها، مشيرا الى ان اغلب تنقلاتهم تتم عبر الدراجات النارية تحت ستار الليل.
واضاف ان التكهنات كثيرة عن انتماء هذا التنظيم او معتقده او مقاصده، واردف «ان سكان المنطقة اكدوا ان اغلبهم ملتحون يستخدمون الملابس والتجهيزات نفسها التي كان تنظيم داعش يمتلكها، اضافة الى امتلاكهم اسلحة ومعدات اميركية حديثة، ويتنقلون ملثمين او مرتدين اقنعة سوداً.
واضاف المصدر ان هذا التنظيم يضم بقايا تنظيم داعش الذين تمكنوا من الفرار من معارك تحرير محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى والحويجة، وهم يحاولون استجماع قواهم وتنظيم صفوفهم للقيام بعمليات مسلحة ضد الدولة ومؤسساتها من جديد.
واضاف ان هذا التنظيم يضم كذلك اغلب القيادات الارهابية المتشددة التي كانت تعارض اسلوب عمل وسياسته ونهجه داعش في المنطقة، فضلاً عن انه يضم عناصر سنة من العرب والكرد من ابناء بعض القرى التي يقولون بان الحشد الشعبي و الجيش العراقي قام بهدمها.
واضاف انه يتوقع ان يعلن هذا التنظيم المسلح عن نفسه قريبا وربما سيحمل افكارا تختلف عن التي حملها داعش، وان مقاتليه قد لا يقبلون بالقتال تحت راية داعش مجدداً، كي يتمكنوا مجدا من كسب تأييد وود ابناء المنطقة من السنة والكرد.
واضاف ان بعض ابناء القرى والرعاة من سكان المنطقة من السنة العرب يمدونهم بالمؤن والمساعدات، مؤكدا ان من بينهم بعض امراء داعش المنشقين عن داعش، مبيناً ان سكان المنطقة اكدوا له ان عددهم قد يفوق الاف مقاتل، ينتشرون في جبال الدوز وحمرين ومناطق الجديدة ووادي عوسج ووادي ثعلب والحفرية ومفتول.
واضاف المصادر ان التوتر الامني بين الاقليم والحكومة الاتحادية وما خلفه من فراغ امني، قد يكون احد الاسباب الرئيسة وراء سيطرة هذا التنظيم على تلك المنطقة وفرض نفوذه عليها، مؤكدا ضرورة ان تتدارك الحكومة العراقية الوضع وان يقوم الجيش العراقي والحشد الشعبي بعمليات عسكرية عاجلة بالتعاون مع قوات البيشمركة للقضاء على هذه المجاميع وفرض سيطرة الدولة على تلك المنطقة.
وكانت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي قد نفذت عمليات عسكرية واسعة بالتعاون مع قوات البيشمركة قبل اشهر لتطهير جبال حمرين والتلال القريبة منه من بقايا تنظيم عناصر داعش الارهابي، تمكن خلالها من قتل المئات من عناصر داعش، بينما لاذ المئات منهم بالفرار الى جهات مجهولة.