بغداد – وداد إبراهيم:
مما لا شك فيه ان حضور معرض من معارض الفنان المبدع اياد الزبيدي، بمنزلة حديث طويل وممتع وملون وذات نكهة فنية خالصة، مفعم بالحقائق والالوان والصور عن الفنان العراقي في هذا العصر.
كأنه يتكلم عن مجموع التجارب، والمهارات، والخبرات، والسير الفنية، لعدد كبير من الفنانين العراقيين في المرحلة الحالية، فهو يضع الالوان بحرفية عالية، تنقلك من دون ارادة الى مدارس الفن البغدادي، وتتوقف معك في محطة الاحتراف الفني العميق لرواد الرسم في العراق، وتأخذك مجددا الى مجد فني غائر في سفر الفن العراقي.
يكفي ان تزور معرضه، وان لم تجد الفرصة للحديث معه، فكل لوحة فيها اكبر واطول حوار فني عراقي، يتغنى بالأزرق، والبرتقالي، مع وجوه تغيب وتظهر لك عبر ادراك فني، وعبر انامل برعت في ان تكون للمرأة العراقية جمالية وانوثة طاغية.
ومثلما امتلك الفن العراقي مقومات نهضته وتقدمه، ابرزت ملامحه الاولى بعض الخصائص والصفات التي صارت لصيقة هذا الفن.
اياد الزبيدي من اهم سمات وصفات الفن العراقي، بل اجده قد احتل مرتبة مهمة ومتقدمة بين فنون الشرق، وكأنه انطلق منذ بدايته بأساس متين، وفي اجواء غنية بالمعطيات الجمالية والفكرية.
يعمل الزبيدي على وفق مفهوم الابتكار والتطوير. هذا الفنان الذي قدم الكثير من المعارض الفنية، وفي كل معرض كان يقدم فلسفته الخاصة، واسراره في فك الطلاسم، من خلال ابواب جديدة في سفر الفن العراقي، وكلما تعمقنا في اعماله نجده الاكثر خطورة، والاكثر صراحة في الافصاح عن حكايات الحب ولوعته، من خلال معارضه الفنية.
استضافته قاعة ليلى العطار في مركز اوج للثقافة والفنون مساء يوم السبت 18/11/2017 في معرض يعد الاهم من بين المعارض التشكيلية التي اقامتها هذه القاعة خلال هذا العام.
قدم الزبيدي مجمل تجربته الفنية من خلال 18 عملا في الرسم، بحضور عدد من الشخصيات الفنية، والثقافية، والمهتمين بالثقافة العراقية، وعدد من ممثلي السفارات العربية، والاجنبية في بغداد
د.شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية، تحدث عن المعرض: يشكل معرض الفنان اياد الزبيدي عودة للحياة الفنية في بغداد وقاعاتها، وعودة الحركة التشكيلية بصورة أكثر قوة، لما يمثل هذا المعرض من تجربة فنية عالية القيمة، ولما قدمه هذا الفنان من ابداع فني، ينتمي الى الفن العراقي الأصيل، والى حركة الفن التشكيلي في العراق، كما ان افتتاح المعارض في المرحلة الحالية يعد تحديا كبيرا بوجه الإرهاب، والقتل، والدمار، وعودة للحياة بلون فني له اصالة، وعمق فني كبير.
وقال الفنان التشكيلي اياد الزبيدي: لوحاتي اقتربت من المحلية، وهي مختلط ما بين الواقعية والتعبيرية، باستعمال الرموز المحلية المأخوذة من البيئة المحلية، والمشاهد لهذه اللوحات، يستطيع ان يعرف انها الالوان الطبيعية العراقية، وإنها لوحة عراقية غير مستعارة من التجارب الأجنبية، كما ان الاعمال تعطي صبغة شرقية، حيث استعملت الالوان البارزة، من اجل التركيز على الفكر الفني العراقي الأول، والذي ينتمي لحضارة عراقية لها خصوصيتها بين الحضارات في العالم.
قاعة ليلى العطار تستضيف المعرض الأخير لـ “أياد الزبيدي”
التعليقات مغلقة