فيما تصاعد التوتر بين الرياض وطهران
متابعة ـ الصباح الجديد:
عقد وزراء الخارجية العرب امس الاحد اجتماعا طارئا لبحث «سبل التصدي للتدخلات الايرانية» في الدول العربية بناء على طلب السعودية فيما تصاعد التوتر بين الرياض وطهران منذ استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل اسبوعين.
وعشية الاجتماع، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجرى محادثة مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون عقب استقبال الاخير للحريري امس الاول السبت في باريس.
واضاف انهما «اتفقا (خلال المحادثة) على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة انشطة حزب الله وايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة».
وقال دبلوماسي خليجي لوكالة فرانس برس ان مشروع القرار عرض على الوزراء العرب « ادانة لحزب الله المدعومة من ايران».
الا ان دبلوماسيا في الجامعة العربية قال انه «لا يستطيع ان ينفي او يؤكد ذلك فالمشاورات ماتزال مستمرة حول صياغته».
واضاف المصدر نفسه ان اللجنة الرباعية العربية «المعنية بالتصدي للتدخلات الايرانية» في الدول العربية اجتمعت قبيل الاجتماع الوزاري لوضع صيغة مشروع القرار الذي عرض على الوزراء.
وتضم هذه اللجنة، التي شكلت بقرار من المجلس الوزاري للجامعة العربية في كانون الثاني 2016، وزراء خارجية السعودية والامارات والبحرين ومصر.
وكانت السعودية طلبت الاسبوع الماضي عقد هذا الاجتماع بعد «ما تعرضت له الرياض امس الاول السبت الموافق الرابع من تشرين الاول 2017 من عمل عدواني من قبل الحوثي التابعة لإيران في اليمن».
واشارت الى «اطلاق صاروخ باليستي ايراني الصنع من داخل الاراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي ارهابي بتفجير انابيب النفط ليلة الجمعة» الماضي، فضلا عن «ما تقوم به ايران في المنطقة العربية (من اعمال) تقوض الامن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم باسره».
واتهمت السلطات البحرينية ايران بالوقوف وراء حريق عطل تزويد البلاد بالنفط السعودي بشكل مؤقت امس الاول السبت، معتبرة أنه «عمل ارهابي». إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية نفى اتهامات البحرين.
ويتزامن الاجتماع مع الازمة التي يشهدها لبنان منذ استقالة الحريري المفاجئة التي اعلنها من الرياض في الرابع من تشرين الثاني الجاري مهاجما في خطاب القاه من العاصمة السعودية الرياض وحزب الله.
ووصل الحريري الى فرنسا امس الاول السبت بعد ان اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون السعودية باحتجازه لديها.
واعتبرت الرئاسة الفرنسية ان مجيء رئيس الوزراء اللبناني الى باريس يساهم في «تخفيف حدة التوتر» في الشرق الاوسط.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أن اجتماع وزراء الخارجية ناقش التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة أخيرًا، مشيرًا إلى أن الأزمة اللبنانية تعد عنصرًا جديدًا في أزمات المنطقة.
وقال إن مصر تعتزم المشاركة في المصالح العربية والانفتاح على دول العالم، ولا تتعامل بمنطق الحليف. وشدد على أن مصر تصر على مكافحة التطرف في المنطقة، وشرح التهديدات التي تواجهها بسببه، فيما أكد أن الدائرة العربية والأفريقية هي الأقرب إلى مصر، بتحقيق إنجاز كبير في ملف المصالحة في جنوب السودان.
ولوحت جامعة الدولة العربية بإمكانية التصعيد وصف «التهديدات الإيرانية» للأمن والسلم العربي، ولم يستبعد السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، نظرًا لخطورة الموقف وتهديد إيران للأمن والسلم العربي والدولي.
ولفت إلى أن الاجتماع تطرق إلى أزمات أخرى غير التدخلات الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك مقاطعة الدول العربية لقطر، لأنه عندما تدعو دولة لاجتماع طارئ يكون من أجل بند واحد ومناقشة موضوع واحد فقط.