من هنا الطريق

رياض الغريب

من دون ادنى فكرة مثلا اضع كأساً من وصاياك
ربما تقول لي هل نظرت
اقول نعم اني اراه طافحاً بالحنان
إني اراك
اتلمسك
واسمع همسك في نهاية الطريق
تقول لي
ماضرك لو كتبت عن الجسر
لماذا تركته وحيداً
بلا عابرين

اضحك من فكرة العابرين
نحن نخشى العبور للضفة الاخرى
نخشى ان نرى وصايا جديدة ولانقبل
نقبلها ونضعها تحت الوسائد
هكذا وجدنا انفسنا
نقبل بكل شيء
ولاشيء نملك
الا ظهورنا جسراً للعابرين
لوصاياهم
وحكمتهم التي يضحكون حين يتركونها
تسمم ايامنا
في الليل
مثلا هو
يغلق الباب بهدوء خائفاً
يفكر بوصاياك
وصاياهم
مرتبكاً هو يصغي لأصوات
تدعوه للنوم مبكراً
ليصحو على معاولهم
مطارقهم
عجلاتهم التي تسحق احلامه في الطريق
نم مبكراً
والا نبتكر لك ما لا يسر
ليته يخطط لنهر يعبره
من دون اتصال آخر
بالأسئلة
او بالنظر الى الايام التي استهلكها
كحنطة توزع مجانا على الفقراء
على رأسهم قرى
ووصايا
وفي قلوبهم صمت
صمت لاينتهي
يبتسم
لمناسبات كثيرة تقول له
مر
مر
من هنا الطريق

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة