الفن ضد الإرهاب.. معه ننطلق نحو فضاء الجمال والسلام

لا يمكن لنا ان نختصر الفن بجزئية او تفصيلة معينة من دون غيرها، فالفن هو وسيلة تعبير عما بداخلنا، ونترجمه من خلال تنوعاته الى لوحة تشكيلية، او اغنية مسرح، او قصة.
وعندما نؤمن بأن الفن هو ترجمة لمكنوناتنا تختلف من شخص الى شخص آخر، سنعي أهميته بالنسبة للشعوب، ولطالما كان الفن أحد وسائل التوثيق لمرحلة تاريخية معينة، تخص مدينة ما على وجه البسيطة، ولطالما كان الفن وسيلة لتعريف الجمهور بعادات وتراث وتقاليد هذه المدينة، او تلك، وعلى مر التاريخ.
لقد كانت السينما احدى اهم الوسائل أهمية وتأثيرا لدى الشعوب، ولأسباب عدة أهمها هو تجسيد الحالة امام المتلقي، فهي ليست بلوحة يمكن ان يترجمها الفرد حسب مزاجه وثقافته، وليست قصيدة شعر لا يفهمها الا الراسخون، وليست قصة مقروءة تكون حصرا على المتعلم قراءة فصولها.
السينما مشهد لا تحتاج فيه الا الى حاسة البصر كي تعرف من خلال بعض الأفلام التاريخية تفاصيل حدث ما، او تفاصيل حياة البلد الذي تنتمي اليه هوية العمل في ذلك التاريخ، او هذا الحاضر.
آثرنا هنا على متابعة الفنون بجميع الوانها وتفرعاتها، كي تكون فرشة امام القارئ، للتعريف ببعض الوجوه الفنية من سينمائيين، الى تشكيليين، ومطربين.. الخ، كذلك التعريف ببعض أنواع الفنون التي قد نكون قرأنا عنها، لكننا نجهل تفاصيلها، ونجهل تاريخها، والمدة الزمنية التي مرت بها لتصل الينا اليوم بشكلها المعتاد.
اخترنا بملحق هذا الأسبوع موضوعا عن مجلة باليت التي تعنى بفن التشكيل، كذلك حوارين الأول مع المخرج المسرحي المتخصص بالمسرح الصامت وخيال الظل احمد عبد الأمير، ليُطلع القارئ عن اخر أنواع الفنون اطلق عليه اسم «مايم خيال الظل» كذلك آخر تجاربه، وهو ورشة عرض «السندباد» التي استعمل فيها التقنية الرقمية في تشكيل الظل.
لقاء آخر اجراه الزميل عامر عبود اجراه مع الفنانة التشكيلية ندى عسكر، تتحدث فيه عن تجربتها الغنية مع فن التشكيل، وعن تأثير حضارة وتاريخ العراق على طبيعة الفن الذي اختارته، وكذلك طبيعة اعمالها الفنية.
الفن هو أحد أعمدة السلام، فلا يمكن لاحد ان يستمتع بموسيقى موتزارت ويتلذذ بالقتل، ولا يمكن لمن يردد أغاني فيروز ان يشوش سمعه بصوت إطلاق الرصاص، لذلك فان كنا نبحث عن وسيلة لإحياء الضمير والمحبة داخل كل فرد منا، علينا ان نهتم بهذا الموضوع الحيوي والمهم، والذي بدأ البعض منا في الآونة الأخيرة يطلق فتاوى وتصريحات ما انزل الله بها من سلطان من تحريم وتكفير، وغضوا البصر عن الكفر الحقيقي بالمخلوق قبل الخالق. حيث الحقد والبغض عشش في نفوس الكثير منا واحاله الى وحش متناسيا انسانيته التي جبل عليها. الله محبة، الإنسانية محبة، والفن محبة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة