فرقة الفنون الشعبية العراقية .. هوية خاصة للفن التعبيري

منذ سبعينيات القرن الماضي، وصولا بفترة الثمانينيات، كانت الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية، محور حديث الفرق العربية، لنشاطها وتنوع موضوعاتها، والتي ركزت بنحو كبير على الفلكلور العراقي، وحكايات التراث.
بعد أحداث التغيير، للأسف لم يكن لفرقة الفنون الشعبية دور في واضح في رفد الساحة الفنية بفعاليات تشد الجمهور العراقي، الذي افتقد جدا مثل هذه الفعاليات والنشاطات، واقتصرت فعاليات الفرقة على المهرجانات النخبوية، او نشاطات محدودة على المسرح الوطني، لا تتلاءم مع تاريخ هذه الفرقة التي تأسست عام 1971، لتحافظ على تراث الفنون الشعبية، عبر لوحات فنية راقصة، كانت تشع جمالا وحيوية على المسرح، على مدى عقود.
مؤخرا حصل تراجع كبير وواضح على مستوى نشاط الفرقة، لاسيما بعد تقلص عدد الراقصين والراقصات، وعدم انضمام الوجوه الجديدة، وان اسهمت مع الفرقة بعدد من الاعمال، فلمدة محدودة للأسف، بعدها ينسحب الأعضاء، لاسباب متعددة تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي لهم، لاسيما العنصر النسوي، وهكذا مما أدى الى تراجع العمل، بعد ان بقي من الفرقة الأولى عضوان فقط، يشرفان حاليا على ادارتها فنيا، وثقافيا، هما الأستاذ فؤاد ذنون، والست هناء عبد الله وهم يشرفون على تدريب الفرقة على عدد من اللوحات الراقصة الجديدة.
الوضع الأمني للبلد، وقلق الوضع الاقتصادي بنحو عام، أثر بنحو مباشر على عمل الفرق الفنية، سواء كانت فرقا راقصة او موسيقية، بسبب تراجع الثقافة العامة لدى المجتمع العراقي، بعد احداث التغيير، والنظرة المتدنية للفن عموما والرقص خصوصا، إضافة الى تدني رواتب أعضاء الفرقة، وهم حتما مسؤولون عن عائلات كبيرة، لا يمكن لها ان تكمل شوطها مع راتب لا يتعدى ال 200 الف دينار عراقي!، مع خيبة على وجوه أعضاء الفرقة لعد مشاركتهم في فعاليات عربية وعالمية خارج الوطن مثلما كان متبعا في منهاج الفرقة بفترة السبعينيات وبداية الثمانينيات التي يقال عنها انها كنات الفترة الذهبية لفرقة الفنون الشعبية العراقية.
ما يميز فرقة الفنون الشعبية العراقية عن بقية الفرق العربية، هو تنوع الفلكلور العراقي من الشمال الى الجنوب، وتنوع الأزياء والموسيقى وطريقة التعبير، مما يمنحها هوية خاصة بها، اليوم نحن محتاجون الى فتح اقسام خاصة بالمعاهد والكليات التي تعنى بالفنون الجميلة، لتكون قاعدة قوية ورصينة لرفد الفرقة بملاكات فنية اكاديمية، تحافظ على اللون الشعبي للفلكلور العراقي وتراثه، مثلما هو معمول به في الدول العربية التي تدعم هذا النوع من الفرق وتنقله الى الأجيال الجديدة بروح ونكهة خاصة بالبلد.
هي دعوة لوزارة الثقافة والسياحة والاثار، ولدائرة السينما والمسرح، لتكون الداعم الأكبر للفرقة وهي تستحق ان تكون بمكانة عالية تستحقها بين الفنون الجميلة.
حذام يوسف

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة