“المسرح المسيحي في العراق” ضمن سلسلة المسرح الإبداعي

قراءة – ياسمين خضر:
صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة، وضمن سلسلة المسرح الإبداعي، كتاب المسرح المسيحي في العراق للكاتب أ. د. علي محمد هادي الربيعي، بواقع 407 صفحة.
يتضمن الكتاب أربعة فصول، تناول الفصل الأول الطائفة المسيحية، ودورها في نهضة العراق الحديث، إما الفصل الثاني فتناول فيه إشكالية البداية، والريادة المسرحية، وضم الفصل الثالث توثيق العروض المسرحية.
الفصل الأخير كان عن “أعلام المسرحيون”، تطرق فيه إلى تاريخ مسيحيو العراق بعد منتصف القرن الأول الميلادي، حيث انتشرت المسيحية، وتركزت في منطقة (حدياب) التي تعرف اليوم بأربيل، ودهوك، وسليمانية.
وفي إثناء السيطرة الساسانية الفارسية على العراق، تعرض المسيحيون إلى شتى أنواع العذابات، والقتل، وخصوصاً في عهد ملك (سابور الثاني 309 ـ 379م) الملقب بذي الأكتاف.
تحسنت حالة مسيحيو العراق نسبياً منذ بداية القرن الخامس ميلادي وصعوداً، حيث أخذت الديانة المسيحية تنتشر بسرعة، وفي شتى المجالات مثل التعليم، والصحافة، والطباعة، والفن، والأدب والمسرح، وبرز مجموعة من المسرحيون منهم سليم حسون، سليمان غزاله، وحنا الرسام، ونوئيل فيا.
تناول الكتاب حياة إحدى الشخصيات، وهو الأديب المسرحي سليم حسون، الذي ولد في مدينة الموصل سنة 1837م دخل في بداية حياته مدرسة الآباء الدومنيكان، حيث اختاره الآباء معلماً في مدرسة، بعد أن وجدوا فيه نبوغاً، وتفوقاً في اللغة العربية، حتى احتل الكرسي الأول في التعليم، بعد أستاذه نعوم فتح الله سحار.
أمضى حسون في التعليم أكثر من ربع قرن وحقق خلال شوطه التعليمي حضوراً مرصوداً في مجال تخصصه، وأوكلت إليه مهمة التصحيح اللغوي للكتب العربية التي أصدرتها مطبعة الدومنيكان.
قام بتأليف كتب مدرسية منهجية مقررة على الطلبة من هذه الكتب(أصول تصريف والإعراب 1899،الأجوبة الشافية لصرف والنحو 1906، مختصر مفيد في أسلوب الصرف والنحو 1906، الذهب لتهذيب أحداث العرب 1911).
لم يقتصر نشاط حسون على مجال التربية والتعليم، حيث انتقل بين معلم ومشرف في معارف الموصل والبصرة، إضافة لنشاطه في مجال الصحافة والإعلام، إذ أوكلت إليه الأشراف على مجلة (إكليل الورد) التي صدرت باللغة العربية في الموصل 1902، وامتازت قصائده في أسلوب شعره العذب، ورصانة في بنائه لمعانيه الجميلة التي تسهل على القارئ فهمها، وصدرت له أيضا جريدة (العالم العربي) الذي صدر العدد الأول منها في السابع والعشرين من شهر آذار 1924.
ولم يكن حسون بعيداَ عن المسرح، حيث انغمس فيه منذ أيامه الأولى في المدرسة كمشاهد للعروض المسرحية منها (استشهاد مارتر سيسيوس)، وأخرجها بنفسه لطلبة المدرسة في سنة 1902 كشفت المسرحية عن الطبيعة الأخلاقية التربوية، وهي قيمة طالما أكد عليها رجال الدين المسيحيون في مسرحياتهم.
ويعد هذا الكتاب هو السادس للمؤلف نفسه، بعد كتبه الذي سبقته، وهو تاريخ المسرح في الحلة ج1، ج2 2006، والخيال في الفلسفة، والأدب المسرحي 2012 ومسرحيات المفقودة لنعوم فتح الله سحار وهي من القطع المتوسطة الحجم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة