الإقليم يوقف إنتاج 350 ألف برميل من الخام
بغداد ـ الصباح الجديد:
ذكرت وزارة النفط بأنها شرعت، أمس الثلاثاء، بإجراءات استلام حقلي «باي حسن» و»هافانا» ومحطات الضخ للصادرات النفطية عبر المنفذ الشمالي.
وقال وزير النفط جبار علي اللعيبي، في بيان صحافي وردت نسخة منه الى «الصباح الجديد»، ان «الفرق الفنية والهندسية ستقوم بتقييم الاوضاع والمراجعة الشاملة لاحتياجات هذه المواقع بهدف ادارتها وتشغيلها من قبل العاملين في شركة نفط الشمال للحيلولة دون إيقاف النشاط الانتاجي والتصديري من المحافظة او من المدن الشمالية الاخرى».
وأضاف اللعيبي ان «استعادة السيطرة من قبل الحكومة الاتحادية ووزارة النفط على جميع المنشآت والحقول النفطية ومحطات الضخ والانابيب في محافظة كركوك وجميع المناطق المحررة بما فيها ما يطلق عليه (المناطق المتنازع عليها)، سيسهم في وضع الامور في نصابها الصحيح».
وأشار الى ان ذلك سيمكن وزارة النفط من الانطلاق نحو الاستثمارالأمثل للثروة الوطنية والشروع بوضع البرامج والخطط التطويرية والتنموية الطموحة للنهوض بواقع الصناعة النفطية في كركوك وبما يحقق زيادة في الانتاج والصادرات.
واكد الوزير ان الوزارة ستمضي قدماً في تنفيذ خططها ومشاريعها الرامية الى تطوير الحقول النفطية في المحافظة بعد نجاح قواتنا الأمنية البطلة في بسط سلطة الدولة والقانون على محافظة كركوك والقضاء على حالة التمرد والعصيان التي كان يقوم بها المحافظ المقال ومجلس المحافظة على مدى السنوات الماضية متجاهلين اجراءات الحكومة الاتحادية ووزارة النفط، مخالفين بذلك احكام الدستور وسلطة الدولة، والتي كانت سببا في أعاقة خطط الوزارة في التطوير والنهوض بواقع الصناعة النفطية والغازية في المحافظة، فضلا عن ذلك أن عدم الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي ادى الى حالة من الفوضى والاستغلال والفساد والارباك في ادارة قطاع النفط في المحافظة والتي كانت أحد الاسباب الرئيسة في عزوف الاستثمارات العالمية والحيلولة دون انشاء مصفاة استثمارية بتكنلوجيا حديثة كانت قد دعت اليها الوزارة في وقت سابق، اضافة الى اعاقة عمليات التطوير في الحقول النفطية وزيادة الانتاج الوطني منها الى أكثر من مليون برميل يومياً بالتعاون مع احد الشركات العالمية.
وبين اللعيبي ان الوزارة تؤمن بان الثروة النفطية ملك للشعب العراقي بقومياته وطوائفه وتعمل من اجل الاستثمار الامثل للثروة الوطنية وتحقيق اعلى الإيرادات المالية وبما يدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مستقبل افضل لشعبنا في جميع محافظاتنا العزيزة وأان الوزارة شرعت بوضع الخطط اللازمة للارتقاء بالصناعة النفطية في كركوك والمدن الاخرى والعمل على تحقيق الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية، وتنفيذ الخطط الهادفة لتوفير وتلبية أحتياجات المحافظة من المشتقات النفطية.
وطالب السيد الوزير جميع الجهات المعنية بالتعاون مع الوزارة على استمرار تدفق الصادرات النفطية عبر الانبوب المار من المحافظات الشمالية خدمة للصالح العام وبهدف تحقيق اعلى الايرادات المالية لرفد الخزينة الاتحادية ،وسوف تتحمل الجهات المعرقلة لتدفق الصادرات العراقية المسؤولية القانونية تجاه ذلك.
في شأن متصل، قالت مصادر تجارية، إن إقليم كردستان أوقف إنتاج نحو 350 ألف برميل يومياً من النفط في حقلي «باي حسن» و«أفانا» الكبيرين، بسبب مخاوف أمنية بعد تصاعد التوترات مع الحكومة المركزية.
وقال مصدر تجاري إن مشغلين أكرادا أخطروه بأن العمال المدنيين غادروا الحقلين بعد زيادة عدد قوات الجيش العراقي المنتشرة في محيطهما.
وأضاف المصدر أنه تم وقف العمليات، وأن الموظفين المدنيين لن يعودوا ولن تستأنف العمليات إلا عندما تتضح نوايا قوات الأمن العراقية.
وأضاف أن تدفق النفط من حقل كركوك التابع لـ«شركة نفط الشمال»، والخاضعان لسيطرة الحكومة المركزية، مستمر كالمعتاد بمعدل تصدير 90 ألف برميل يومياً.
وقالت الحكومة العراقية، إنها تدرس استخدام قوات أمنية لمنع إقليم كردستان من وقف الإنتاج من المنطقة النفطية في كركوك.
وقال ناطق باسم «شركة نفط الشمال» إن وزارة النفط حذرت السلطات الكردية من محاولة القيام بأي تحرك يتسبب في تعطيل تدفقات النفط الخام من حقل كركوك النفطي.
وقال الناطق إن الشركة تلقت إشارات من مسؤولين أكراد بأنهم سيوقفون عمليات الإنتاج في حقل كركوك لأسباب أمنية، لكنه قال إن الشركة تدرك أن هذا ليس سوى ذريعة للضغط على بغداد.
وقال الناطق إن هذا لن ينجح وإن جميع الخيارات مطروحة في خصوص استمرار تدفق الإنتاج.
وقال إن الشركة تنسق مع الحكومة المركزية ووزارة النفط لطلب تدخل قوات الأمن والحيلولة دون سوء إدارة الأطقم الكردية لعمليات إنتاج النفط في حقل كركوك.
في الشأن ذاته، نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله أمس إن شركات النفط الروسية قد تواصل العمل في العراق برغم استمرار التوتر هناك.
ونقلت الوكالة عن نوفاك قوله ”حتى اليوم، تواصل شركاتنا العمل هناك ونعتقد أنها ربما تستمر في تنفيذ مشاريعها هناك“.
الى ذلك، تماسكت أسعار النفط أمس الثلاثاء لتحتفظ بمكاسب حققتها في الوقت الذي يهدد فيه الصراع بين القوات العراقية والكردية الإمدادات من شمال البلاد في حين يتزايد التوتر السياسي بين الولايات المتحدة وإيران.
وبعد تداول النفط في نطاق محدود نسبيا لعدة أشهر دعمت خلالها تخفيضات في الإنتاج تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أسعار الخام في حين كبح زيادة الإنتاج الأمريكي الأسواق، تحركت الأسعار مرتفعة بشكل كبير هذا الشهر.
وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت خمسة سنتات إلى 57.87 دولار للبرميل مرتفعا بواقع الثلث تقريبا عن مستوياته في منتصف العام. ولم يسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تغيرا يذكر ليستقر عند 51.78 دولار للبرميل.
وسيطرت القوات العراقية على مدينة كركوك النفطية التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد يوم الاثنين في رد فعل على استفتاء صوت فيه الأكراد على الانفصال. وذكر تقارير غير مؤكدة أن القوات الكردية أوقفت إنتاج نحو 350 ألف برميل يوميا من النفط من حقول رئيسة.
ويتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مما يرفع علاوة المخاطر العالمية للنفط.