في إطار هجومها الأخير على تنظيم « داعش «
متابعة ـ الصباح الجديد:
تخوض قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، معارك هي «الأقوى» في إطار هجومها الأخير على تنظيم « داعش « المتحصن في جيوب في معقله السابق في مدينة الرقة.
وسمعت مراسلة فرانس برس في غرب الرقة امس الاثنين أصوات قذائف مدفعية متفرقة كما شاهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد في المدينة.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة، بموجب اتفاق بوساطة وجهاء عشائر. ويقدر عدد الجهاديين المتبقين بنحو 300 يتواجدون في نحو عشرة في المئة من مساحة المدينة.
وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد لفرانس برس عبر الهاتف «تخوض قوات سوريا الديموقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة، مشيرة إلى أنه «من خلال هذه المعركة سيكون انهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، اي القضاء عليه».
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية امس الاول الأحد بدء هجوم أخير لانهاء وجود تنظيم «داعش « في الرقة، حيث لا يزال يتحصن في مواقع عدة بوسط وشمال المدينة كما في الملعب البلدي والمستشفى الوطني.
وأوضحت شيخ احمد أن «عناصر داعش المتبقين يقاومون»، مشيرة الى أن المواقع الذين يسيطرون عليها «محصنة ومزروعة بألغام كثيفة».
وفي إطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على تسعين في المئة منها، فيما «تدور المعارك في المساحة المتبقية» التي تتضمن أحياء في وسط وشمال المدينة بينها البدو (وسط) والأندلس (شمال).
ومنذ اعلانها المرحلة الاخيرة من المعركة، حققت قوات سوريا الديموقراطية تقدماً وتمكنت الأحد من استعادة حي البريد (شمال غرب)، وفق شيخ أحمد التي أشارت الى أن القوات تسعى اليوم الى «تحرير حيي الأندلس والمطار» (شمال).
في المدينة، أفادت مراسلة فرانس برس عن دمار كبير في محيط المستشفى الوطني حيث تمركز الجهاديون واتخذوا من المدنيين دروعاً بشرية.
وقال المقاتل في صفوف قوات سوريا الديموقراطية شورش حلب (22 عاماً) لفرانس برس «تمشط قواتنا المنطقة حالياً لكنها لم تدخل المستشفى حتى الآن»، مشيراً الى أنه لم يعد باستطاعة التنظيم استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وغابت امس الاثنين المشاهد المعتادة لمدنيين يفرون من الرقة، وفق مراسلة فرانس برس في المدينة.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس عبر الهاتف امس الاول الأحد «خرج أكثر من ثلاثة آلاف مدني مساء السبت الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر، ومقاتلين محليين من تنظيم داعش «.
وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات لضمان خروج المدنيين.
وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن.
وباتت مدينة الرقة، «خالية تماماً من المدنيين الذين اتخذهم داعش دروعا بشرية»، وفق سلو.
ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه تنظيم داعش ، وغالبيتهم تحولوا الى دروع بشرية للجهاديين.
وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، الا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.
وأوضح سلو أنه لا يزال هناك نحو «250 الى 300 ارهابي أجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم أفراد من عائلاتهم» في الرقة.
وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.
وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون امس الاثنين لفرانس برس إن الغارات توقفت على الرقة خلال المحادثات.
وأوضح «الآن بعد انتهاء الاجراءات واستئناف قوات سوريا الديموقراطية لهجومها في المدينة، أتوقع تكثيف الغارات».
ورفض ديلون تحديد مهلة لتحرير المدينة، موضحاً «ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في هذا الجيب الأخير».
ولن تكون خسارة تنظيم الدولة الاسلامية الوشيكة للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه «الخلافة الاسلامية» في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.