يبقى الشعر ..بوابة نحو ضفاف الآخر

تبنى المعرفة على أسس متينة من أهم دعائمها التركيز الذي يوصلنا الى القرار الواعي الصحيح ، يستمد نوره من الاحساس لايصال الفكرة لشريحة كبيرة من الناس ،مما يتطلب عقولا نيرة وشعورا عميقا ملء بالثقة بالنفس، يتخلله القوة والضعف لنصل من خلاله الى الابداع .
منذ فجر التاريخ والشعريقدم لنا فوائد جمة ، يطلعنا على احوال الماضي من خلال القصائد ويقدم لنا صورة عن اخلاق المجتمعات والايثار في سيرهم، ورقيهم في دولهم ، كل ذلك يحتاج لمآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبيت يقتضي بصاحبها الى الحق ،وايصال الفكرة الصحيحة من خلال حكم البصر والبصيرة بانتصار الحق على الباطل لكي لا يتنهي بهم المطاف في بيدر الوهم والخطأ.
هناك اختلاف في طبائع البشر والبيئة التي يعيش فيها، يتأثر بها ،يتطبع بافكارها ، ليقدمها بصورة واضحة للمجتمع ، يعّبر الفرد من خلالها عما بداخله من شعور فردي لتصل الفكرة ممزوجة بالاحساس ، صور مرسومة في العقل تترجم للواقع بطريقه ونكهة مختلفة يوصلها للناس .
هناك الكثير من المبدعين قد دخلوا نظم الشعر ، وكان لديهم التركيز على القدرات ، وايصال الفكرة بشكل مبسط وفكر مترابط متطور يجمع ما بين العلم والادب والكتابة والابداع ، مزجت بطريقة صحيحة واعية لمعالجة المعلومات من خلال المهارة في التخيل وقدموا صورة مثالية نلامس نتائجها على ارض الواقع.
وهناك نصوص أدبية ،شعرية نقرأها تختص في الحب ،الغزل والرثاء . قصصا معبرة من الأدب نتعرف من خلالها الى أهم أعمال الكتاب والأدباءوالشعراء ،تعابيرها تهز مشاعرنا باعماق الوجدان ،لما تحمله من جمال الابداع اللغوي تؤثر ايجابا»، خاصة عندما تكون زاخرة بالدفء والحنين والاحساس بلوعة الغربة وشجونها حيث تلامس مجسات الروح وتطفأ عطشها بفيض من الحب واليقين .
اختلط جمال الشعر والأدب بقضايا السياسة وشؤونها أيضا»،حيث اتصف الشعر بالصراحة والجرأة وصدق المشاعر وقوة العقيدة وسلامة الخلق والطبع ، مما أعطاه دورا»كبيرا» وحماسة في مواقف الجهاد الثائرة لتثبيت النفس وحثها على القتال، ليكون جزءا من البنية الشعرية والادبية .
الشعر العربي هو أصل ثروتنا الأدبية ، وأصل بلاغتنا ومرجع شعرائنا في اللغة العربية ،الاستفادة منه أمر ضروري لما يقدمه من عطاءات ثقافية أدبية ،عداك عن حجم الاصدارات التي تثري مكتباتنا ، فهذا الاجتهاد يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع بأسره للقضاء على الجهالة وطمس الضلالة ، عداك عن الهدف السامي جراء قطف ثمار جهود الشعراء من خلال اصدارمؤلفات تكفل استمرار ابداعهم وترك بصمة في حركة الشعر.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة