مفترق طرق

ونحن نكتب هذه السطور يكون الوفد الكردي قد وصل الى بغداد من اجل انطلاق مفاوضات اللحظة الاخيرة للبحث في مستقبل العلاقة بين المركز والاقليم في ضوء اصرار السيد مسعود بارزاني على اجراء الاستفتاء والمضي قدما في ملف انفصال الاقليم عن العراق وخلافا لما تشهده الساحة السياسية في العراق وتداعيات التصريحات ومحاولات الشد والجذب قي هذا الملف ثمة من يرى ان طريق الحكمة في التعامل في هذا الملف هو الطريق المفضل الذي سيجنبنا الدماء ويحفظ اواصر علاقة تاريخية امتدت لاكثر من قرن تبادل فيها الشعب العربي والشعب الكردي التعارف وتقاسما فيها ايام المحن وايام الحروب وايام السراء والضراء ضمن خيمة واحدة ووطن واحد ..اليوم هناك من يريد داخليا وخارجيا دفع هذا الخلاف نحو الهاوية والصراع والتناحر وسفك المزيد من الدماء ونحن نريد من الملا البارزاني ومن الحكومة العراقية ان لاتستجيب لرغبة هؤلاء الذين يريدون جرنا الى الفوضى والحكمة هنا نقول ان الحرب على داعش لم تستكمل بعد ومطاردة عصابات الارهاب ماتزال ساحاتها الارض العراقية وان العرب والكرد مايزالون مستهدفين من قبل تنظيم داعش الارهابي والحكمة تقول ايضا لايمكن لوطن وامة تخوض مثل هذه الحرب ان تدير ظهرها للعدو وتشتبك فيما بينها من اجل اقتسام الاراضي وتغيير الحدود في مثل هذا الوقت لربما لو فكر اهل الحل والعقد بمسالك اخرى يجدون فيها ضالتهم في السلام والتاخي والانصاف وابعاد كل مايلحق الضرر او الظلم بالاخر ولااعتقد ان اي عراقي شريف كرديا كان ام عربيا او تركمانيا يرغب باندلاع حرب جديدة او يتمنى فقدان اخوته وابنائه واصدقائه ضحايا لهذه الحرب فلماذا لايجلس السيد بارزاني مع الحكومة العراقية لتخليص العراقيين من محرقة جديدة تعد لهم ولماذا الاصرار على القول بان الثقة فقدت في الحوار وان الابواب اغلقت مادام الجميع مستعد للتباحث والحوار وسواء احصل الاتفاق ام لم يحصل فليعمل الجميع على تعبيد طريق جديد في العلاقات العربية – الكردية بما يمنح هذه المنطقة قوة وامان واستقرار حتى ولو كانت بجغرافية جديدة للاوطان او خارطة سياسية تعيد رسم معالم الادارة والحكم فيها فالقضية الاهم هنا هو حفظ كرامات الناس مهما كانت قومياتهم اواديانهم الذين عاشوا في هذه البقعة من العالم منذ عقود طويلة وعدم اضطهاد او ظلم اية شريحة من الشرائح التي عاشت في كركوك او المناطق المتنازع حولها اما المضي في (العنتريات) والتصريحات النارية فلااعتقد انه سيجلب لنا الا المزيد من التازيم والتدميرحتى لو تحقق انتصار طرف على الطرف الاخر وكفى الله المؤمنين شر القتال.
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة