ليبقى فن الخزف مناراً في سماء الفن العراقي
بغداد – وداد إبراهيم:
يعد فن الخزف الاكثر اهمية في ساحة الفن العراقي، وبشهادة الكثير من الفنانين العاملين في هذا الجانب، وهم قلة لصعوبة العمل به، ولمرور العمل الفني بعدة مراحل، هذا ما جعل ساحة الخزف في العراق تقف على عدد قليل من الفنانين.
الخزف، فن الطين والماء والشمس، والذي بدأ مع بدأ الحضارة الاشورية، والسومرية، والبابلية في بلاد الطين، بلاد ما بين النهرين، مزج، وتزجيج، وافران، وجاهزية عالية قبل ان يتشقق ليعود من جديد في عمل فني، يحمل عطر الأرض، ولون التراب والطين، من هنا فأن أحد اهم الخزافين في المرحلة الحالية اصطفت اعماله في معرض، يعد الاهم والاكبر خلال السنة الحالية، اذ قدم الفنان الخزاف سلام احمد تسعة عشر عملا فنيا، عبرت عن تجربته، واسلوبه، واتجاهه في فن النحت. سلام احمد قدم من خلال اعماله التي احتلت جدران قاعة ليلى العطار، أكبر رواق في مركز اوج الثقافي في بغداد، رسالة فنية عميقة المعنى، تؤسس لنهجه الفني الذي عبر عما يختلج في ذهنه المتقد، وافكاره الثرية، عن مرحلة فنية مهمة يعيشها الفنان العراقي في مرحلة، تعد الاهم والاصعب في سفر الفن العراقي التشكيلي. بالمعرض الذي افتتح من قبل عميد كلية الفنون الجميلة في بابل د. علي الربيعي وبحضور حشد من المثقفين، والإعلاميين، والمهتمين بالنحت والفن التشكيلي العراقي.
وذكر الفنان سلام احمد: نعم ساحة الخزف فيها عدد قليل من الخزافين لأسباب تتعلق بالعملية الفنية، والانتاجية لهذا النوع من الفن، لذا كان اصراري كبير على ان اقدم معرضا لمجمل اعمالي في فن الخزف بالأخص، الاعمال جسدت الحالات التي يعيشها الانسان العراقي في الوقت الحاضر، وما يعانيه من أزمات، وقلق امني جراء العمليات الارهابية والتفجيرات، واعمال العنف التي تحدث في الشوارع والمدن وفي عموم العراق، والتي تخلف حالات من الخوف، والقلق، والشك، والترقب، مع إصراره على إشاعة الحب والبحث عن الاستقرار، وتقديم اشكال منوعة باستعمال مفردات مثل الكرة المجوفة، والاسطوانة، والقوس، وهذا واضح في طبيعة تصميم الاعمال مثلا بعض الاعمال تجسد مجموعة من الاطفال يلعبون على تلال من الرمل، عمل آخر يجسد حالة من القلق، وهكذا تم استعمال خامات خاصة تتناسب وطبيعة العمل، واحجام الاعمال كانت صغيرة كي تعطي اجمل تعبير عن المواضيع المصممة من اجلها، ولم تستعمل اي عناصر تزيين مثل الزخرفة النباتية او غيرها، وانا استعمل تزجيج غير تقليدي يسمى مثل التزجيج الجاف، الذي كان له اثر، الواضح، لإعطاء صفة مميزة للأعمال، حيث استغرق مني الوصول الى تزجيج مميز اكثر من ستة اشهر، والحمد لله نجحت بالوصول الى تقنية التزجيج الجاف بطبقات متعددة، اعطت بصمة واضحة مميزة بما تتناسب مع طبيعة المواضيع المستعملة، ، ولعل الخبرة المكتسبة من المعرض الاول ومشاركات في ٧ معارض مشتركة، جعل المعارك واضحة بالأعمال المقدمة.
وبينت مديرة مركز أوج بغداد الثقافي مينا الحلو، ان معرض الخزف يأتي ضمن سلسلة نشاطات ومعارض فنية تقام للفنانين، آخرهم كان معرض للفنان صالح رضا والفنانة عشتار جميل حمودي، وغيرهم من الفنانين لدفع حركة الفن التشكيلي الى الامام، كما يقيم المركز جلسات حوارية، وتوقيع كتب للمبدعين، حيث يحتضن المركز فعاليات متنوعة، ويحضر فعالياته شخصيات دبلوماسية، وبرلمانية، وحكومية، وهدف المركز إظهار الصورة المشرقة للعراق والعاصمة بغداد، وهي احد السبل لتحدي الاٍرهاب والتطرف، واثبات الوجود الحضاري والثقافي لبلاد الرافدين.
الفنان سلام أحمد يقف مع أعماله الخزفية في قاعة ليلى العطار
التعليقات مغلقة