محرّم على الأبواب والجدل قائم حول طريقة إحياء حادثة الطف

ما بين مؤيد ومعارض
بغداد – أحلام يوسف:
يستعد العراقيون هذه الأيام لاستقبال شهر محرم، الشهر الذي قتل فيه سبط الرسول “ص” على يد ثلة من المتسلطين آنذاك، والذين يشبهون الى حد كبير الدكتاتوريات التي تحكم في عدد من البلدان العربية، ومن ضمنها العراق في أكثر من حقبة تاريخية، حيث سترفع الاعلام السود على أسطح المنازل اعلانا منهم عن الحزن.
طريقة احياء طقوس كانت محصورة بمراسم العزاء التي يتم خلالها قراءة القصائد الحسينية، وتوزيع الشاي للحاضرين، وهناك من يوزع مع الشاي بعض المعجنات والحلويات، مع الطبخة الأشهر في شهر محرم “الهريسة” و”القيمة النجفية”.
اليوم أصبحت تلك الطقوس فرصة للمزايدات على حب الامام الحسين “ع” وآل بيت النبي، حيث باتت مراسم العزاء النسوية فسحة تتبارى بها النساء حول مدى كرمهن، او فرصة لإعلان المستوى الاقتصادي للعائلة، فتوزع خلال المراسم مأكولات متعددة وحلويات من افخر الأنواع، اما بالنسبة لطقوس اللطم فاصبح الايغال بها متناسب طرديا مع مدى الانتماء الى آل بيت الرسول وحجم المحبة “حسب تصور البعض”، لذلك فقد أدخلت بعض الطقوس الغريبة، والتي تمارس من قبل جماعات في الهند، او غيرها من الدول، فاصبح الجهل وعدم العقلانية هي من يقود هؤلاء. حياة الياسري موظفة متقاعدة تقول: فيما مضى كانت مراسم العزاء الحسيني لها هيبتها، حيث كان الاستذكار يتخلله البكاء والحزن على مصيبة آل بيت الرسول، اما اليوم فأجد انها مجرد تجمعات للاستعراض، هناك فتيات يقمن بتسريح شعرهن لساعات كي يتباهن به وهن “ينفحن”، اليوم بات كل شيء استعراض ودجل، لا أتكلم بنحو مطلق لكن على الاغلب أصبح الموضوع بعيد كل البعد عن استذكار حادثة الطف، والمآسي التي حدثت للإمام الحسين وصحبه وآل بيته.
سلوان الجبوري صاحب محل تجاري في بغداد الجديدة يقول: في زمن الطاغية صدام حسين كانت مراسم العزاء الحسيني اشبه بثورة، لأننا كنا نعلم ان المخابرات والامن يمكن ان تلقي القبض على كل الحاضرين الى مجلس العزاء، ومن المعقول جدا ان يتم اعدامهم فيما بعد، لذلك فان المخاطرة بحضور المراسم الحسينية، او “اللطميات” لا يقدم عليها الا من زهد بالدنيا، وآمن بان الموت بطولة في مثل تلك الحالات، وبالتالي فقد كانت مجالس استذكار حقيقية، ولا يمكن لدجال او مدعي ان يقوم بتلك الخطوة الشجاعة، اليوم الموضوع عكس ذلك تماما، لذلك فانا من ضمن من كانوا يحضرون المجالس قبل السقوط، واليوم “طلقتها” لأنها أصبحت بنحو عام مجالس استعراض، خاصة بعد ان ادخل اليها طقوس تمارس من قبل جماعات ليس لها علاقة بالإسلام.
شاكر مرتضى العبودي: هذا الموضوع يوترني حقيقة لأني لا اجد له بداية، ولا نهاية، كل شيء بات كذبة، لا شيء حقيقي الا القتل والموت بشتى انواعه، كل شيء اصبح تجارة رخيصة، حب الوطن، والدين، وحب آل البيت، السارق يصلي، ويصوم، ويحج سبع مرات، والقاتل يتحدث عن الوطنية واللحمة المزعومة، والذليل يتحدث عن العزة و”هيهات منا الذلة”، لا شيء حقيقي البتة، ، البعض ذكر ان السبب بالإيغال بإحياء الطقوس هو التضييق الذي كان يمارسه المخلوع صدام حسين، وانها مجرد ردة فعل، لكن هل يعقل بعد كل تلك السنين الحال ينحدر من سيء الى أسوأ؟ هل يعقل ان لا يوجد رجل دين يحرّم ممارسة بعض الطقوس التي شوهت حادثة الطف، فأصبحنا اليوم محط سخرية من قبل الكل، كيف لي ان اشعر برهبة وانا أجد من يلبس قناع اسد بائس، او ملابس كلب، وبطريقة ساذجة ومضحكة، الا توجد طريقة أخرى يمكن من خلالها توضيح قيمة الامام الحسين وآل بيته، الا توجد طريقة تحفظ كرامة من يحيي حادثة بطلها كان رمزا للكرامة وعزة النفس؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة