الفيلم المثير للجدل مولانا ضمن عروض نادي السينما والناس

متابعة – أحلام يوسف:
ضمن فعاليات نادي السينما والناس، اختير الفيلم العربي المصري، والمثير للجدل “مولانا” ليعرض على قاعة المركز الثقافي في اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين العراقيين.
فيلم مولانا مأخوذ عن رواية الكاتب والإعلامي المصري الجريء إبراهيم عيسى، وتحمل الاسم نفسه، وقد كتبها بطريقة جميلة ومحببة للقارئ، بغض النظر عن خلفياته الثقافية، حيث اختار ان تكون الحوارات فيها باللهجة المصرية الدارجة. لكن الفيلم يختلف عن الرواية بالعديد من الجزئيات مثله مثل كل الأفلام التي اخذت عن روايات، حيث يكون لعنصر التجارة والارباح أهمية بالنسبة للمنتج وصناع الفيلم الاخرين، قام بأداء الأدوار في الفيلم كل من الفنان عمرو سعد بدور الشيخ حاتم، بطل الرواية، والفنانة التونسية درة بدور أميمة، وقامت بدور نشوى الفنانة الصاعدة ريهام حجاج، وقام الفنان احمد راتب بأداء شخصية الشيخ فتحي، مع الفنان لطفي لبيب بدور خالد أبو حديد، إضافة الى الفنان بيومي فؤاد الذي قام بدور أنور عثمان.
يحكي الفيلم قصة رجل دين يملك نفوذًا هائلًا في الإعلام وبين رجال السياسة، وهي رحلة صعود لشيخ صغير من مجرد قيادة الصلوات في مسجد حكومي، إلى داعية تلفزيوني شهير يملك حق “للفتوى” التي يتلقاها الملايين، بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث السائد، في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي، ومن ثم يجد “الشيخ حاتم” نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه، ويعالج في مصحة خارج الوطن، وامرأة فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومة، هناك أيضاً مؤسسات أمنية تسعى للسيطرة على الشيخ، وتوريطه، واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها، كما تورطه جهة سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها، الذي يعرض الأسرة الرئاسية إلى حرج لا تتحمله ظروف مجتمع هش، وليكون اخر مشهد في الفيلم مع جملة “مين فينا موجوع بجد؟.. ومين جاى يعزي”.
يقودنا الفيلم الى التأمل في أحوال رجال الدين والدعاة بجوانبهم الأخرى بعيدا عن كونهم أئمة مساجد، او رجال دين، ومفتين، حيث قام عيسى بتفكيك شخصية الشيخ حاتم بجانبها الإنساني، فسلط الضوء على جانبي القوة والضعف لديه، وبذا فقد حملت الرواية والفيلم جوانب فلسفية تستفز عقل القارئ والمشاهد، فيما يرى ويسمع من قبل رجالات الدين.
الرواية كانت جريئة، وهذا امر متوقع من صحفي معروف بجرأته بنقد الواقع العربي والمصري، ونقرأ في احد نصوص الرواية “إذا كان المسلمون يعتقدون أن إسلام شخص مسيحي منفعة للإسلام، فهذا اعتقاد واهم، وسببه شعور المسلمين بأنهم أقل قدرة، وإمكانات، وقوة في العالم، فهو نوع من التعويض، وفى مصر بالذات هو نوع من الشعور بالانتصار في واقع كله هزائم، كأن لو أسلم مسيحي يبقى المسلمون أفضل، وأحسن، وكأنهم كسبوا معركة، وأثبتوا أن الإسلام أفضل من المسيحية، هذه طبعًا مشاعر المسلمين محدودي الدخل، ومحدودي العقل، ومحدودي الانتصارات في الحياة، ثم وسط حالة فساد يرتع فيها الكل، فهذه وسيلة للتطهر والتقرب من الله من وجهة نظرهم”. وهذا الموضوع يعد من المحرمات وسط العديد من البيئات العربية بنحو عام، والبيئة المصرية، وهذا ما دفع بعض مشايخ الازهر الى رفع دعوى ضد منتجي الفيلم، وطالبوا بمنع عرض الفيلم لأنهم وجدوا فيه اساءة لرجالات الدين، لكن يبدو ان صناع الفيلم انتصروا أخيرا على الفكر الشمولي الذي يقف بالضد دائما من كل فكرة جديدة وكل انتقاد لأفكارهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة