بعد سيطرتها على 65 % من مدينة الرقة وطرد التنظيم منها
متابعة ـ الصباح الجديد:
أعلن مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت جناح قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، عن بدء حملة «عاصفة الجزيرة» لتحرير شرق الفرات، والريف الشرقي لدير الزور من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، في وقت ودفعت المعارك التي تدور منذ ثلاثة اشهر بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش داخل مدينة الرقة، معقله في سوريا، عشرات الالاف من المدنيين الى الفرار. ووصل الالاف منهم الى مدينة الطبقة الواقعة على بعد اكثر من خمسين كيلومترا غرب الرقة.
وأصدر مجلس دير الزور العسكري بيانا، أعلن فيه عن بدء الحملة، لتحرير ما تبقى من أراض في الجزيرة السورية، وشرق الفرات، والمناطق الشرقية بريف دير الزور من «داعش»، خلال مؤتمر صحفي عقد في قرية أبو فأس التابعة لناحية الشدادي جنوب الحسكة.
وحضر المؤتمر الصحفي قياديون من مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية.
وجاء في مستهل البيان، «باسم القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري، نزف بشرى البدء بحملة عاصفة الجزيرة، والتي تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية وشرق الفرات، من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور الشرقي».
وتابع البيان، «قررنا البدء بهذه الحملة الحاسمة، والتي تنبع من روح المسؤولية الذي نكنه تجاه أخواتنا وإخواننا في الرقة، تأييدا ومؤازرة وواجبا تجاه أهلنا في الجزيرة السورية عامة وريف ديرالزور الشرقي خاصة، اللذين ينتظرون هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر».
وناشد البيان أهالي المنطقة، الانخراط ضمن صفوف قواتهم للقتال، مؤكدا بأنهم «سيبذلون قصارى جهدهم من أجل ألا يتضرر المدنيون العزل، والعمل على نقلهم إلى المناطق الآمنة».
وكان مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، قد أشار في وقت سابق، إلى أن القوات ستطلق الهجوم من جنوب الحسكة الخاضع لسيطرة «قسد».
وتقاتل «قسد»، وهي تحالف من قوات كردية وعربية، لطرد مسلحي داعش من مدينة الرقة، مدعومة بغطاء جوي وقوات خاصة، من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، قد أعلنت مؤخرا أنها سيطرت على 65 % من مدينة الرقة بعد طرد التنظيم منها.
ورغم وجود عشرات المخيمات المخصصة لايواء الهاربين من مدينة الرقة في مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا، لكن منظمات دولية تصف ظروف العيش فيها بـ»الفظيعة». وفي العديد منها، لا يحظى الوافدون الجدد بخيم او فرش للنوم، كما أن الحصول على المياه والمواد الغذائية ليس متاحاً دائماً.
يطل انور من نافذة الشقة على ابنية مدمرة جزئية او تصدعت طوابقها في المدينة الواقعة على ضفاف الفرات. ويقول والغبار يغطي وجهه «اذا اتى صاحب المنزل، لا اعرف ماذا سأفعل. سنكون مجبورين على أن نخرج أنا وأولادي الى الشارع».
وتؤوي المدينة وفق ما يوضح احد المسؤولين المحليين هادي الظاهر لفرانس برس «١١٦٠ عائلة نازحة» يقول انها «لم تتلق اي نوع من انواع الدعم باستثناء عدد قليل جداً منها مع غياب للمنظمات الاغاثية».
ويتحدث عن افتقاد «مقومات الحياة الأساسية من مياه وطعام وفرش نوم وعناية طبية في وقت لا نجد تجاوباً من المنظمات».
ويخشى المسؤولون المحليون من تفاقم الوضع سوءاً مع ازدياد عدد الوافدين بشكل يومي من مناطق القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة وكذلك في مدينة دير الزور (شرق).
في احد الشوارع، تعمل نساء على نقل اوعية محملة بالمياه من اطراف الحي في وقت يبحث أطفال بين الركام عن قطع حديدية يلهون بها. ويتأرجح احدهم على حبل معلق قرب شجرة.
ومن على نوافذ ابنية متصدعة جزئياً، تطل نساء وفتيات يراقبن حركة المارة في الشارع وبالقرب منهن مبنى سوي بالارض.
ونتيجة الدمار الجزئي اللاحق بالابنية التي يقطنها النازحون، كادت سيدة تبلغ من العمر 75 عاماً ان تفقد حياتها.
ويروي ابنها الاربعيني فرج النازح من الرقة وقربه بقع دماء على الارض «نزلت على الدرج من الطابق الثاني لتذهب الى المرحاض فوقعت هنا».
ويشير بيده الى صفيحة حديدية وضعت مكان حائط الدرج الذي تهدم ويقول «لولا هذه القطعة من التوتياء لكانت سقطت على الارض. هذه دمائها المنتشرة وهي الان في حالة يرثى لها».
يسير فرج بين الانقاض مرتدياً صندلاً بلاستيكياً. واليأس واضح عليه «والله متعبون للغاية، جئنا الى هنا باعتبار ان المياه متوفرة، جئنا وندمنا على ذلك، لان كل شيء هنا خراب».
ويخشى فرج من أنه «في أي لحظة سينهار علينا السقف ولدي اطفال صغار».
ورغم وضع الشقة التعيس، اضطر فرج الى الى دفع بدل ايجار لمالك المنزل الذي يقطن في مكان قرب. ويقول بانفعال «لا نملك شيئاً ويريد منا صاحب المنزل ٢٥ الف ليرة (50 دولار اميركي) كبدل ايجار لهذه الخرابة».
على غرار فرج، تدفع هبة مبلغ مئة دولار شهرياً بدل ايجار شقة لم تسلم من المعارك، تقيم فيها مع زوجها طريح الفراش جراء جلطات دم شديدة اصيب بها جعلته يعاني من صعوبة في التنفس وفقدان للوعي في معظم الاحيان.
ونزحت السيدة الخمسينية من مدينة الرقة قبل شهرين ونصف الشهر بعد نفاذ الطعام والمياه وخلو المستشفى الحكومي حيث كان يعالج زوجها من الاطباء.
وتوضح «هربنا من الرقة عبر النهر وحملنا زوجي على السرير النقال. اخرجناه بصعوبة تحت القصف».