العبادي يدعو لتشكيل “تحالف دولي” ينقذ أقليَّة الرّوهينجا في بورما

بغداد ـ الصباح الجديد :
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تشكيل “تحالف دولي” لإنقاذ أقلية الروهينجا في بورما، وإيقاف الإجرام النابع عن تعصب أعمى يمارس بحقهم، فيما حمل السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، حكومة ميانمار المسؤولية عن توفير الأمن والمساعدة لجميع المحتاجين في إقليم أراكان.
وفي رسالة وجهها إلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والدول المجاورة، قال العبادي إن” حملة الإبادة الجماعية التي تتعرض لها أقلية الروهينجا في إقليم راخين في ميانمار، والتي تقوم بها القوات الحكومية البورمية بصورة ممنهجة تتطلب موقفًا دوليًا وإنسانيًا يتناسب مع مستوى الانتهاكات والجرائم الواسعة التي وردت في تقرير لجنة التحقق التي كلفتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “OHCHR”.والتي أكدتها روايات العديد من اللاجئين والتي أكدتها أيضا الأدلة المتوفرة بالأقمار الصناعية وأدلة مصورة أخرى”.
وأضاف العبادي “لقد اشتملت هذه الانتهاكات على جرائم مروعة من قتل بطرق بشعة واعتداء على النساء فرادى وبصورة جماعية بل حتى على الفتيات الصغار، وتعذيب وتهجير واختطاف المدنيين واتباع سياسة الأرض المحروقة، وإسقاط أبسط حقوق المواطنة والإنسانية عنهم، والتي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأشار العبادي إلى أن “العالم والمنطقة عانت وتعاني من الجرائم التي قام بها الإرهابيون من “داعش” وغيرها ولقد عانينا كثيرا في العراق من التعصب الأعمى للإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادًا وقتلوا الأبرياء واعتدوا على النساء والأطفال بل باعوهم في أسواق النخاسة”.
العبادي لفت إلى أن العراق تعرض لهجمة تعصب إرهابية ضد المواطنين الأبرياء وضد الأقليات، موضحا أن “مثل هذا التعصب يدمر المجتمعات ومن ضمنها المجتمعات التي ينطلق منها، ولا يمكن للعالم الحر”.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان امس الاول الثلاثاء عن رفضها القاطع وإدانتها الشديدة “للجرائم والأفعال البشعة التي ترتكبها السلطات الحكومية في ميانمار بحق أقلية الروهينجا المسلمة الآمنة في إقليم أراكان غربي البلاد، وما يلاقيه المسلمون هناك من تنكيل ووحشية غير مبررين”.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة يشهد تصاعدًا في أنحاء ميانمار، ولا يقتصر على ولاية راخين الشمالية الغربية، حيث أدت أعمال العنف في الآونة الأخيرة إلى فرار قرابة 90 ألفًا من الروهينغا المسلمين.
وقالت شبكة بورما المستقلة لحقوق الإنسان في تقرير اليوم: “إن الاضطهاد تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين”.
وأضافت المنظمة في التقرير: “أتاح الانتقال إلى الديمقراطية لتحيزات شعبية التأثير على الكيفية التي تحكم بها الحكومة الجديدة، وضخّم الروايات الخطيرة التي تصف المسلمين باعتبارهم أجانب في بورما ذات الأغلبية البوذية”.
وتنفي السلطات أي تمييز، وتقول إن قوات الأمن في ولاية راخين تشن حملة مشروعة ضد “إرهابيين”.
بالمقابل حمل السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، حكومة ميانمار المسؤولية عن توفير الأمن والمساعدة لجميع المحتاجين في إقليم أراكان، محذرا من تجاوزات ترتكبها القوات الأمنية بحق أقلية الروهينغا المسلمة.
ودعا غوتيريش، في بيان صدر عنه، ميانمار إلى تمكين منظمة الأمم المتحدة وشركائها من تقديم الدعم الإنساني الذي تستعد لتقديمه للمحتاجين في أراكان ذي الأغلبية المسلمة.
وحذر المسؤول الأممي من وقوع “كارثة إنسانية” في غرب ميانمار، معبرا عن قلقه حيال تقارير عن وقوع فظائع خلال العمليات الذي يقوم بها جيش ميانمار في ولاية راخين.. داعيا حكومة ميانمار إلى “ضبط النفس”.
تأتي تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة عقب مقتل نحو 400 شخص من أقلية الروهينغا، جراء الانتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان والتي يرتكبها جيش ميانمار منذ الخامس والعشرين من أغسطس الماضي في إقليم أراكان، وتتمثل في استخدام القوة المفرطة بحقهم.
وفرَّ عشرات الآلاف من الروهينجا إلى بنجلادش المجاورة منذ 25 أغسطس/آب عندما هاجم مسلحون من الروهينغا العشرات من مواقع الشرطة وقاعدة للجيش، وأدت الاشتباكات التي أعقبت ذلك وهجوم مضاد للجيش إلى مقتل ما لا يقل عن 400 شخص.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة