أول مصمم أزياء عراقي في أسبوع الموضة بأميركا

متابعة-أحلام يوسف:
عدي شكّار شاب عراقي، ولد في مدينة نيويورك، عاش مع اسرته في ولاية كاليفورنيا الجنوبية، لكنه وفي صباه سافر الى العراق بغية زيارة عائلته الكبيرة هناك وكان من المقرر ان تكون زيارة قصيرة لكنه اجبر ان يمدد ايامها الى مدة عام ونصف العام.
في بغداد اكتشفت عمته هوايته بالرسم وتصميمه للأزياء وشجعته على دراسته أكاديميا، وقرر البدء بتحقيق حلمه حين عودته الى اميركا، ولكنه قبل ان يباشر بخطته اكتشف انه أصيب بمرض سرطان الغدة، فتأجل الحلم، لكنه ربح المعركة مع أخطر الامراض وأكثرها رعبا وفتكا بالبشر، ليبدأ مسيرته في عالم الأزياء توجت باختيار تصاميمه من قبل أبرز نجوم هوليوود، وأصبح أول مصمم عراقي يعرض ازيائه خلال أسبوع الموضة في نيويورك.
يقول شكّار: انا سعيد بدعم اسرتي لي وفريق العمل، لأني لا أجد في أي عمل اخر متعة بان اخرج يوميا صباحا وانجز عملي ثم اعود الى البيت، اما تصميم الأزياء فهو عمل ابداعي استمتع به. بعمر الـ12، وكان ذلك في العام 1993 قرر والداي اننا انا واختي يجب ان نزور جدتي في العراق، ونلتقي بها، وكان من المفترض ان تكون رحلة قصيرة، لكني بقيت هناك مجبرا لمدة عام ونصف العام، كان الموضوع مشوش وقتئذ وبه تفاصيل كثيرة، لكني احسست بسعادة كوني انتمي الى اسرة كبيرة، وكنت متحمسا للتعرف على جذوري، وبقية افراد العائلة خاصة الكبار منهم، فكانت تجربة رائعة لم اكن لأغيرها.
وتابع شكار حديثه عن رحلته الى العراق، وعن بقية افراد اسرته: عمتي ايمان درست تصميم الأزياء في لندن وحين رأت رسوماتي اعجبت بها كثيرا، واخبرتني اني قمت برسم تصاميم أزياء، ولم اكن اعرف معنى كلامها آنذاك، واصبحت تُوكل الي مهاما أسبوعيا، وتطلب مني رسم البطانات، والجزء الامامي والخلفي من أي ثوب أقوم برسمه، وأوضحت لي كيفية تشكيل التصميم على المانيكان، وحين وجدت اني قمت بتشكيل الأزياء على المانيكانات، قالت ان علي ان اتابع العمل بهذا المجال، وطوال المدة التي عشت بها في العراق كانت عمتي قد علمتني الكثير عن هذا الفن.
عندنا غادر شكار ارض العراق عزم امره على دراسة الأزياء، وبدأ الدراسة في لوس انجليس بمعهد الموضة للتصميم والتسويق، وبدأ بتشكيل تصاميم رجالية: اذكر اليوم الذي جبت فيه الطرقات بحثا عن وظيفة، لأني كنت محتاجا الى مصدر للدخل، ثم رأيت متجرا بدا لي لأول وهلة انه تابع لعلامة تجارية، وقلت لا مشكلة اعمل بالمجان، فعملت كمتدرب اول مرة، لكن بعد شهر وظفوني كمصمم مساعد للزياء الرجالية، لكني شعرت انه ليس حلمي، خاصة وانا شغوف بتصاميم الملابس النسائية لان التصاميم الرجالية محدودة، لكن وفي اثناء عملي بالمتجر، التقيت بكريستينا ميليان، ودارت حوارات بيننا، وأصبحت فيما بعد صديقة لي، وكانت بصدد اصدار البوم غنائي، وتخطط لإصدار فيديو كليب لإحدى اغنياتها، فطلبت مني تصاميم للفيديو الموسيقي، وكانت تلك المرة الأولى التي أقوم بها بتصميم زي نسائي. وخطت الملابس في شقتي بهوليوود، وتكررت التجربة الى ان قررت ان يكون لي خطا خاصة للتصاميم النسائية للسهرة فابتكرت سبعة اثواب، وعرضتها في أسبوع لوس انجليس للموضة وكنت في الـ 21 من عمري وكان ذلك اول عرض لي كمصمم للأزياء النسائية.
في أسبوع الأزياء الذي أقيم في نيويورك العام الماضي قال شكار لإحدى الوكالات الاخبارية إن عمله مُستقى من “عالمين”، إذ يجمع بين الصور الظلية حسب النسق الغربي، مع أنماط هندسية مستوحاة من فن العمارة الإسلامية، وارتدت تصاميم شاكار الممثلتان ساندرا بولوك، وصوفيا فيرغارا، من بين أخريات، في فعاليات البساط الأحمر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة