حينما يعزف القلم أغنية الحياة

هناك ألم ناتج عن الحياة العصرية والخوف الانساني من مرحلة الحداثة ,حيث الطبيعة تلوثت بغبار الحروب الرمادية التي أغرقتنا للأسفل برغم محاولتنا وصراعنا من أجل البقاء,نخترق الظلمات ونحاول النهوض من جديد للاستمرارية في الوجود .
كيف نبني شعب مسلح بالارادة والعزيمة,وهو يعيش وسط بيئة غارقة بالظلام , هموم الحياة تحبط عزيمته ،الخوف مسيطر على مخيلته ،عاجز عن ايجاد طريق نافذ يلتجأ اليه ليعيش بأمان, ،لذلك يسرح بخياله ،يبني أحلامه ويتمنى ان تتحقق في هذا الزمان .
نعيش في بلدان شمسها حارقة ,ارضها البرية متمردة ،فبرغم ذلك نجد زهرة برية شجاعة متمردة تقاتل الظلام وتتوق للحرية,تنبثق من داخل العتمة لتعانق الغيم ,ثائرة متشبثة بالارض من حيث النضال,تتحلى بجمالية رمزية,تحول الرصاص الى زهور زاهية تقدم لنا الحياة ، تخرجنا من مجتمعاتنا التي يسيطر عليها التخلف على مستوى الوعي ,تبعدنا عن الصراعات الأثنية والطائفية وتنّور لنا طريق الخلاص.
أمامنا تحدي كبير لتغيير مناهج سياستنا بسياسة جديدة غنية بالمعرفة بعيدة عن سيطرة الفكر الديني المتطرف الذي يعوق من تقدمنا ،يدفع بشعبنا للخروج من واقعه الاليم للوصول الى مرحلة البقاء من خلال واقع جديد مطمئن يقدم لنا الحرية والسلام الحقيقي.
لذلك نحن نحتاج لرجال كفؤ مثقفين واثقي الخطى ,يكحشون الظلمة عن اعين شعوبهم ,ينشرون القيم الانسانية العالية في بلدانهم ,ينتهجون طرقا معبدة بعيدا» عن الطرق الملتوية ,يكرسون حياتهم لوطنهم , يقدمون ثروات ادبية لاولادهم ،يسعون لمعيشة افضل ,واسسا متينة تبعدهم عن التبعية وتعطيهم الاعتزاز بالنفس بعيدا عن العبودية والعبور الى فضاء طليق ينطلفون منها الى الحرية.
مهما طال الزمن ,لا بد ان يبزغ فجر مشرقا» محملا» بالعزم والأمل ننطلق من خلاله لبناء مجتمع سعيد باسلوب محبب نظيف,نعبر من خلاله الى سعة الاطلاع والاستقامة في التفكير وبراعة التعبير، يترجم الى عواطف انسانية تصل الى قلوب الناس وافكارهم. فالمبدأ الوحيد الذي يكفل الانسانية هو الخلاص من الجهل والعنف والفقر والذل والعبودية للوصول الى حياة مشرفة وبحبوحة في العيش من خلال الانطلاق الفكري المتحرر في دنيا الخلق والابداع.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة