ضفيرة

حسين نهابة

قد تُحاكي الريحُ عطركِ أحيانا
فتظلُ تُراوِغُ القلب
في سُخرِية مُرة،
كامرأة لعوب
توميء في آخرِ الليلِ لعابرٍ مثلي
أن اتبعني،
غريقاً مُتعلقاً بجناحِ نورسٍ عابِر
أتبعُها،
وأصلّي في سري أن تكون أنتِ.
كنتُ قد ظننتُ أن الغُرباء
تطفئهم الأضواء الزرقاء
على النوافذِ التي تشحذُ
من بردِ المُشردين،
خُبز المساء

كنتُ أتخيلُ ان الرِجال الوحيدين،
مثلي
لا خيارات لهُم
مُبهمين في حضرةِ النِساء،
لكن ثمة شريط في يدي
منذُ حرماني الأول
وأنا أبحثُ لهُ عن ضفيرة.
ثمة امرأة صادفتُها،
علِقت في أنفي رائحتُها
وحاصرني سوادُ عينيها
وصوتُها الخجول المُتلفّع بالحيرة.

ثمة امرأة صادفتني
انكسرتُ على أرضِ خِصرِها
فقوّمتني،
تبعثرتُ بين قبائِلِ جيدها
فجمعتني،
شرّدتني مدنُ الخصبِ على سُرّتِها
فآوتني،
وردت لي صولجان حكمتي
ثم غادرتني،
حين أفقتُ
وجدتُ في يدي هذا الشريط
وبضع كلمات مُبعثرة.

قالت إني هنا فلا تنسني،
لكنها توارت وخلّفتني على الدربِ
وحيداً
وأعادتني الى اغترابي من جديد،
يا امرأة تضوعُ في جسدي
رغبةً غير مُكتمِلة،
تسعرُ تحت ثيابي.
مازِلتُ أتتبعُ كُل نساء الأرض
وأطارِدُ جنيات الليلِ بحثاً عنك,
أين تراكِ تُقيمين؟
لِم حين أراوغ المُراهِق فيّ،
تسرِّبُ الأنفاسُ، إليّ عطركِ
وصوتكِ، في مُؤامرة استحضار؟

من هرّب للريحِ سِرّي؟
ضللتُ دربي من بعدكِ
ومسّني الإثمُ والضُر والجوع،
مُدّي إليّ بِساط رحمتكِ
وأحمني من هذا الضياع،
أغنية تُفتِتُ الميس بضرعِها
أنزعُ عني ضبابي
أتحصّنُ به من فقدكِ
فأجدُ ربيع شذاكِ
يُغطى رُبوع فضائي،
ويلوّنُ سمائي بابتسامةِ وجهكِ،
أسجدُ لكِ
وأبسطُ يدي لكلّكِ أتلمسُه
لأتحقق من حُلمي البعيد.

بدموعي أتوسلُ الرب ان يحميكِ
ويبقيكِ زهرةً يانِعة بين أورِدتي
أصحو فأجِدُكِ، مثلما تعوّدت
بعيدةٌ كرِمالِ البحر،
فمتى يا سيِدة أحلامي
تفتتحين صباحاتي
وتحُطين ملاك نور
بين ضِلوعي؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة