تجسد بإحدى لوحاتها قضية “سبايكر”
بغداد – وداد إبراهيم:
ليس غريبا على الساحة الفنية التشكيلية ان تشهد بزوغ مواهب واعدة، فالساحة الفنية التي وثقت بصمة فنانات عراقيات مثل بهيجة الحكيم، وليلى العطار، وساجدة المشايخي، وسلمى العلاق، وعفيفة لعيبي، ورؤيا رؤف، وفنانة الباتك نزهت خليفة، وغيرهن من الفنانات العراقيات اللائي قدمن للساحة الفنية خلال العقد الماضي اعمالا، ومعارضا ومشاهد فنية، وقضايا فنية تحدثت عن الواقع، وإرهاصات الحروب، والحب، والحياة، إضافة الى اعمال، ومعارض، ومحاضرات، ومهرجانات، وبينالي مدن، وسومبوزيوم كل هذا اختفى الان.
هذا ما تحدثت به الفنانة الواعدة زينب محمد ابنة الثانية والعشرون ربيعا، والتي تسعى لان تفتتح معرضها الشخصي الاول في كبرى القاعات الفنية، وان تحظى بتجاوب وتفاعل الجمهور لموهبتها، التي حاولت صقلها بالدراسة الأكاديمية، وقبلها بالمتابعة والتفاعل مع ملاحظات اساتذتها لنتاجها الفني، زينب الان طالبة في المرحلة الرابعة قسم التشكيل/ فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة ببغداد، شاركت في العديد من المعارض، وكانت أعمالها محط أعجاب المتلقين.
هذه الشابة تقترب من الواقعية التي كانت لسنوات مرحلة مهمة من مراحل الفن التشكيلي العراقي، فيما تتداخل فيه الاتجاهات والمدارس الفنية العراقية الاخرى.
عن أبرز اعمالها قالت: لوحتي التي جسدت أبشع جريمة في تاريخ البشرية، الا وهي مجزرة سبايكر والتي شكلت قضية ستظل شاخصة في ذاكرة التاريخ، وفي الذاكرة الحية، وبرغم صعوبتها وتداخل تفاصيلها الا أني حاولت مع زملائي توثيقها بعمل فني، ونالت رضا المتابعين من اساتذتي والاصدقاء.
زينب تأمل ان تكون لها مكانة وبصمة في سفر الفن العراقي، مثل الفنانات العراقيات الرائدات في الفن التشكيلي، وتجد ان كبار الفنانين مثل جواد سليم، وعطا صبري، وفائق حسن، ومحمد غني حكمت، وماهود احمد، ووسماء الاغا، وغيرهم كانوا مدرسين في المدارس والمعاهد الفنية، وسكبوا من المعرفة والفن الكثير في اذهان الطلبة، لتكون هناك اجيال من الفنانين العراقيين والان طرق التدريس هي ذاتها، لم تتغير كونها دراسة اكاديمية فاعلة للفن التشكيلي العراقي والعالمي، وهي جيدة نوعا ما، لكن المشكلة ان هناك من الاساتذة من يكتفي بالشرح النظري من دون العملي، وهو موضوع مهم بالنسبة لتطوير القدرات واختبارها ايضا، ولا ننسى ان من يحب الرسم ويريد النجاح، وتطوير موهبته، عليه اولا ان يلجأ الى خلال البحث والدراسة لكل المدارس الفنية في الكتب، والمصادر، ويتعلم منها، وكذلك يتابع سيرة ومسيرة الكثير من الفنانين العالميين وإعمالهم، والاهم من ذلك هو الافادة من نصائح المدرسين والمدرسات في المعهد.
وعما يحتاجه جيل الشباب قالت زينب محمد: الجيل الحالي من الفنانين الشباب محتاج الى المشاركة الكبيرة في المعارض مع كبار الفنانين العراقيين، من خلال معارض محلية، وعربية، وعالمية، ومحتاج الى الصبر والتواصل مع الموهبة والحرص على تطويرها، والاطلاع على أبرز ما قدمته المدارس الفنية العراقية خلال المئة عام الماضية، من عهد عبد القادر الرسام حتى الان.
واختتمت محمد حديثها: احلم بان افتتح معرضي الخاص في كبرى القاعات الفنية، وان اطور قابلياتي في الرسم، واكون مميزة كما هو حال الفنانين الكبار، اعرف ان الطريق ليس سهلا، لكني أحب الرسم، وسأنجح بتطوير ذاتي، تستهويني الصور الصعبة، واحاول تقليدها لكبار الفنانين العالميين. وكانت أصعب لوحة هي من اعمال الفنان غويا بعنوان الكتاب، ورسمتها قبل مدة، واستطعت تحقيق خطوات جيدة فيها بشهادة الاساتذة في المعهد.
بقي ان نقول ان زينب سبق ان شاركت في العديد من المعارض المشتركة التي ينظمها المعهد، مثل مهرجان يوم المرأة العالمي، ومذبح الفكر التكفيري، ومعرض تاريخ الفن العالمي، وغيرها من المشاركات داخل المعهد، وهي تعدنا في نهاية اللقاء بها بتقديم الافضل.
فنانة تشكيلية واعدة: جيل الشباب يبحث عن الذات والساحة الفنية بلا نقاد
التعليقات مغلقة