بغداد – تضامن عبد المحسن:
احتفى منتدى نازك الملائكة في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالكاتبة والمناضلة سافرة جميل حافظ، ليتناول سيرتها العديد من الادباء والأديبات امام جمهور الادباء والمثقفين، الذين غصت بهم قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد صباح يوم 5/8/2017.
وقد اكد المتحدثون على اهمية دور الكاتبة في الأدب العراقي بوصفها رمزا من رموز الثقافة العراقية، فيما تناول الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب ابراهيم الخياط سيرة الكاتبة قائلا: ولدت سافرة جميل حافظ اوائل ثلاثينيات القرن الماضي، وتخرجت في قسم اللغة العربية كلية الآداب عام 1956، وكان معها من الطلبة مظفر النواب، وغائب طعمة فرمان، ومدني صالح، وسليم البصري، وكان تخرجها بعد 6سنوات من الدراسة، لأنها حكمت بالسجن، وفصلوها لاشتراكها في تظاهرات عام 1952، ولم تتعين لأنها لم تحصل على شهادة حسن السلوك، فسلوكها معارض للنظام.
واشار الخياط الى انها بعد ثورة 14 تموز عام 1958 اصبحت سكرتيرة عامة لرابطة المرأة العراقية بعد الدكتورة نزيهة الدليمي، لتعتقل عام 1963 في سادس يوم من ايام الانقلاب مع زوجها البطل الشعبي محمد حسين ابو العيس: لقد اخذت من قصر النهاية الى ملعب الكرخ الذي كان معتقلا، ثم نقلت الى الملعب الاولمبي، فتدخل الزعيم السوفييتي آنذاك خروشوف، ليخفف عقوبتها من الإعدام، الى السجن، لتودع بعدها في سجن النساء.
من جانبه تناول الناقد فاضل ثامر سيرتها النضالية، ثم عرج على كتاباتها الادبية مشيرا الى انها: طلبت مني قبل عامين راغبة في تخصيص جائزة ادبية، وبعد تلكؤ، تم الان الاعلان عن جائزة للقصة القصيرة، وستتحمل الكاتبة سافرة جميل حافظ نفقات هذه الجائزة. فمعروف عن الكاتبة ومنذ سنوات طويلة، مبادراتها الانسانية في مساعدة طلبة وطالبات الجامعات، الى ان يتخرجوا من كلياتهم، وفي بعض الاحيان كانت تبادر بمساعدة زملائنا من الادباء في حالاتهم المرضية وبمبالغ كبيرة.
اما الكاتب والباحث باسم حمودي فقد اضاف الى انها بدأت مبدعة حينما نشرت اولى رواياتها (بائع الدوندرمة) عام 1954 في الملحق الادبي لجريدة العراق، وتلتها قصة اخرى في جريدة الاخبار، وقد نالت عليها الجائزة الاولى وذلك عام 1956، مؤكدا على انها كتبت في الجانب السياسي، والجانب الادبي، ولكنها لم تلق العناية المهمة من الادباء والنقاد، بسبب خشيتهم من انتمائها الحزبي في زمن الدكتاتور الطاغية.
حسين الجاف اشار الى انها سليلة عائلة بغدادية عريقة، ومن اسرة عراقية مثقفة ووطنية. فيما أكد عمر السراي على انها باقية في قلب اتحاد الادباء، ومجلسه المركزي، ومكتبه التنفيذي، وعلى رأس منتدى نازك الملائكة، مثل بقائها على قمة الادب.
عالية طالب اشارت الى ان جائزة منتدى السرد في القصة القصيرة، والتي ستحمل اسم الكاتبة سافرة جميل حافظ، لابد ان تكون جائزة مهمة: لأن الجائزة لكاتبة كبيرة، طالما اعطتنا حافزا بان نواصل، وان نكتب. واستمر الادباء بتقديم شهاداتهم، حتى جاء دور الكاتبة نفسها في تقديم سيرتها الغنّاء بالنضال والسعي، لتقديم كل ما يعزز الأدب، والثقافة، بالكتابة الواقعية التي تتناول حياة الشعب العراقي. وفي الختام قـدم الحزب الشيوعي العراقي باقة ورد، تثمينا لمسيرتها النضالية والأدبية، فيما قدم اتحـاد الادباء والكتاب لوح الابداع للكاتبة سافـرة جميـل حافـظ.
سافرة جميل حافظ.. ذاكرة في سفر العراق النضالي والأدبي
التعليقات مغلقة