عشرة حقول بجائزة الإبداع لاحتضان المثقفين في شتى المجالات

بغداد – وسام قصي:
أطلقت وزارة الثقافة والسياحة والآثار جائزة الإبداع العراقي، في دورتها الثالثة لعام 2017، لتشمل عشرة حقول، سعياً منها لتوسيع مجالات المنافسة التي ستفتح مديات أكثر أمام المبدعين للحصول على الجائزة.
وتعد هذه خطوة رائعة لفتح نافذة تنافسية واسعة، لأنها ستعمل على تحريك وحث المبدعين في شتى مجالات الإبداع على العمل الخلاق، والجاد الذي يصب في رعاية الإبداع والمبدعين.
إن جائزة هذا العام شملت عشرة حقول: الرواية –الشعر، ودراسات التراث الشعبي، والترجمة، والنقد الأدبي والثقافي والفني، و دراسات السينمائية والمسرحية، وفن العمارة، وفن الخزف، والأداء الغنائي، والدراسات اللسانية، على أن ترسل الترشيحات إلى مقر اللجنة العليا لجائزة الإبداع / المكتب الإعلامي في مقر الوزارة، ويغلق باب الترشيح في 31/10/2017.
إن هذا التوسع سيسهم أيضا في تشجيع المتقدمين على العطاء، وخاصة حين يكونون على يقين، بان هناك جهة رسمية تثمن وترعى نتاجاتهم، وإنهم ليسوا بمعزل عن أمتهم التي يعملون من اجلها.
إن العراق بأمس الحاجة إلى هذا الدعم، وخصوصاً بعد التدمير والخراب الذي خلفه داعش الإرهابي، والذي طال كل مناحي الفكر، والتراث، والحضارة، والمعرفة الإنسانية، إذ إن التفاعل بين المؤسسة الرسمية، أو وزارة الثقافة الراعية للثقافة والنخب، والاتحادات والنقابات، له الأثر الكبير في الارتقاء بالثقافة، ومن شأنه أن يتكفل بإنجاح المشروع الثقافي.
إن إطلاق الجائزة بنسختها الثالثة، وبعشرة حقول بادرة تبشر بخير، إذ إنها تؤكد التزام الوزارة بعملها الحقيقي في دعم، واحتضان، ورعاية المبدعين في شتى المجالات.
ولتفعيل هذه الجائزة بالصورة التي ترتقي بالمبدع، لابد على جميع المثقفين المشاركة بصفة واسعة، وان يكون الاختيار لأفضل الأعمال، كي تكون إضافة مهمة في مسيرة الإبداع العراقي، والحركة الفنية والثقافية في المنطقة، حينها سوف يطمح الكثير من المبدعين العراقيين في داخل العراق وخارجه للتنافس على نيل الجائزة، لما لها من دور كبير في حياتهم.
وإذا أردنا بناء ضمير يرتقي بالذائقة الفنية العامة، لابد الاستفادة من خبرات من لهم تجربة رصينة على الصعيدين العربي والعالمي، مع الابتعاد عن المحاباة، أو المجاملات، والجدية في بناء ثقافة تحمل طابعها العراقي الأصيل.
إن للثقافة الرصينة، والتي تشمل حتى المتلقي ضرورة مهمة في البناء والمساعدة على الإنتاج والإبداع، وما لاشك فيه ان لدينا الكثير من المبدعين العراقيين، الذين حصدوا جوائز عربية، وعالمية، في جميع الفنون والآداب، برغم معاناة بعضهم من التهميش .
اليوم، كل مبدع يطمح إلى أن يحصل على الجائزة، على وفق الضوابط والشروط التي تضعها اللجنة العليا للجائزة، والتي حتماً تتضمن عددا من الأكاديميين، والمثقفين، ممن لهم باع طويل، وحفروا أسمائهم في سفر الثقافة.
نجد من الضروري اليوم أن نشيد بدور النخب، بخصوص رؤاهم النقدية، والتقويمية المتعددة فيما بينهم، وهذا ما يغذي مفاصل التحاور، وتبادل القبول أو الاختلاف، فكلّ ذلك يصب في مجرى تنوع الآراء، والاتجاهات، والتخريجات التي من شأنها أن تحيي روح ونبضات الحوار، والجدل، والسجال المبني على قبول الطرفين لأفكار بعضهم البعض، يموت الإنسان حين لا يرى غيره في مرآة نفسه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة