اللجنة العليا تقرر تفعيل برلمان الإقليم خلال أسبوعين
السليمانية ـ عباس كاريزي:
فيما اكد المجلس الاعلى للاستفتاء عقب اجتماعه الثالث الذي عقده في اربيل برئاسة بارزاني على العمل لتفعيل برلمان كردستان في موعد اقصاه العشر من اب المقبل ، ذكرت مصادر سياسية مطلعة ان الولايات المتحدة الاميركية ابلغت الاطراف الكردية صراحة بموقفها الرافض لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، وتمسكها بوحدة العراق والعمل على تحقيق المصالحة بين مكوناته.
واصدر المجلس الاعلى للاستفتاء في الاقليم بلاغا للراي العام عقب اجتماع عقده في مصيف صلاح الدين جدد خلاله تمسكه بموعد ال 25 من ايلول لاجراء الاستفتاء، كما اكد توافق الاطراف المشاركة على اعادة تفعيل برلمان كردستان المعطل منذ سنتين خلال الايام القليلة المقبلة، وارسال وفد من مختلف الاطراف الكردية لزيارة بغداد والتباحث حول حقوق الكرد والعمل على تهيئة الاجواء والتباحث مع الحكومة الاتحادية حول المسائل والقضايا المشتركة.
في غضون ذلك اوضحت مصادر مطلعة التي رفضت الكشف عن هويتها للصباح الجديد، ان الولايات المتحدة وبريطانيا ابلغت المسؤولين الكرد رفضها اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن، وحثتهم على تحقيق نوع من التعاون مع الحكومة الاتحادية والتفرغ لمحاربة داعش وتطهير المناطق التبقية بحوزته بالتعاون بين البيشمركة والجيش والقوات الامنية العراقية الاخرى.
واشارت المصادر الى ان الولايات المتحدة ستبلغ مسعود بارزاني رئيس الاقليم المنتهية ولايته عبر ممثليها، معارضتها رسميا اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، المزمع ارائه في 25 من ايلول المقبل، وانها ستمنح ضمانات للاقليم بانها ستتدخل لصالحه مع الحكومة العراقية.
وبينت المصادر انه نظرا لضيق الوقت المتبقي وعدم اتخاذ الاجراءات والتحضيرات اللوجستية اللازمة، من قبل مفوضية الانتخابات، فضلاً عن عدم تهيئة الارضية السياسية اللازمة في ظل وجود خلافات عميقة بين الاطراف السياسية، اضافة الى الازمات والمشاكل الاقتصادية والمالية التي تواجه الاقليم، كل ذلك يمنع اجراء الاستفتاء ما من شانه ان يحمل الاقليم وشعبه تبعات وتداعيات سلبية خطيرة.
وكان بارزاني قد استقبل الخميس المنصرم السفير الأمريكي لدى العراق دوكلاس سوليمان، وبحث معه الوضع السياسي في العراق وكردستان، وتطرقا إلى الوضع العسكري والحرب ضد الإرهابيين، وتم التأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق والتعاون بين الطرفين للقضاء على الإرهابيين.
وأكد الجانبان وفقا لبيان من رئاسة الاقليم، بأن عملية القضاء على إرهابيي داعش في الموصل لا تعني نهاية الإرهاب، وأن الحرب ضد الإرهاب بحاجة الى مزيد من التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف.
الى ذلك جددت حركة التغيير والاتحاد الوطني مطالبة الحزب الديمقراطي الكردستاني بتاجيل الاستفتاء عام او اكثر، والعمل خلال تلك المدة على تطبيع الاوضاع السياسية وتحسين الاوضاع المعيشية الصعبة ومعالجة الازمات في الاقليم.
واورد موقع شار بريس خبرا جاء فيه ان مصادر مطلعة اكدت له بان حركة التغيير والاتحاد الوطني والجماعة الاسلامية قدمت مقترحاً الى الحزب الديمقراطي، يهدف الى تأجيل موعد اجراء الاستفتاء.
وقالت المصادر ان الاتحاد الوطني الذي عقد سلسلة من اللقاءات مع كافة القوى والاطراف السياسية الكردستانية، اقترح اما تأجيل الاستفتاء او اجرائها بالتزامن مع انتخابات برلمان ورئاسة الاقليم، وفسح المزيد من الوقت امام مفوضية الانتخابات في الاقليم لاتخاذا التحضيرات اللازمة.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني قد دعا عقب اجتماع عقده مجلسه القيادي لعقد اجتماعات رسمية بين أربيل وبغداد بشأن استفتاء الاستقلال، مؤكدا ضرورة ان يزور وفد رفيع المستوى من إقليم كردستان بغداد لنقل الحوار بين الاقليم والحكومة الاتحادية، من الإعلام إلى الاجتماعات الرسمية، مطالباً بإعداد مشروع شامل حول تطلعات شعب كردستان، يضم الحقوق المشروعة وفي مقدمتها اجراء الاستفتاء في الاقليم والمناطق المستقطعة من اجل الاستقلال.
الى ذلك قال اتحاد المصدرين والمستوردين في الاقليم ان تجار كردستان قاموا باستيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية وصلت قسم منها وسيصل الباقي خلال الايام القليلة المقبلة، تحسبا لاية تطورات قد تقوم بها دول الجوار منها اغلاق الحدود كرد فعل منها على اجراء الاستفتاء.
واضاف الشيخ مصطفى عبدالرحمن رئيس اتحاد مستوردي ومصدري كردستان انهم طالبوا التجار باستيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الى الاقليم، لكي لا تحصل ازمة في المواد الغذائية ولا ترتفع اسعارها، فضلا عن تحقيق التوازن والاستقرار في اسواق الاقليم.
واشار الشيخ مصطفى الى وصول كميات كبيرة من المواد الغذائية الى اسواق الاقليم عبر المنافذ الحدودية مقارنة بالاسابيع الماضية، مؤكدا سعيهم لاستيراد كميات اكبر.