وزير النقل يوجّه شركة الموانئ بإعادة إعمار وتأهيل إعدادية المعقل للبنين

تعدّ من أولى المدارس التي بنيت في البصرة
البصرة – سعدي علي السند:

وجه وزير النقل كاظم فنجان الحمامي الشركة العامة لموانئ العراق بإعادة إعمار وتأهيل اعدادية المعقل للبنين من خلال التنسيق والتعاون مع المديرية العامة لتربية محافظة البصرة.
وعد الوزير هذه الاعدادية من اولى المدارس التي بنيت في مدينة البصرة وتخرج منها العديد من الشخصيات الحكومية والسياسية والأدبية وكانت مركز إشعاع علمي وتربوي وثقافي في المدينة ، مضيفا
ان اعدادية المعقل كانت تحتضن الفعاليات الثقافية والمهرجانات الرياضية وعملية تأهيلها اليوم هو لاعادة مجدها عبر تحملها مسؤولية كبيرة في بناء جيل تربوي بمستوى علمي يليق بها وبسمعتها للاسهام في بناء العراق الجديد .

أفتتحت الأعدادية في العام الدراسي 1952 – 1953
يذكر ان اعدادية المعقل التي أفتتحت في العام الدراسي 1952 – 1953 في منطقة المعقل مازالت تعطي الكثير وتبدع وتسهم ببناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة من خلال اساتذة يتسابقون لتنفيذ هذه المهمة النبيلة ، الا ان بنايتها التي تقادمت عليها السنوات هي بحاجة ماسة الى اعادة اعمارها وتأهيلها بالشكل الذي يليق بها وبسمعتها وبتاريخها العريق ، وقد جاءت هذه الألتفاتة في محلها من وزير النقل الكابتن كاظم فنجان الحمامي ، اذ بدأت الملاكات الهندسية والفنية في شركة موانئ العراق وبعد يوم واحد من هذا التوجيه بأجراء الكشوفات والمباشرة بعملية اعادة اعمار هذه الأعدادية من أجل الأرتقاء أكثر بالمهام التربوية والعلمية الملقاة على عاتق ادارتها لأعداد جيل يحمل الفرح العلمي لخدمة الوطن العزيز.

أفتتحت في أجمل المدن العراقية بمنتصف القرن الماضي
ومنذ تأسيس وافتتاح اعدادية المعقل للبنين وكما أشرنا في أوائل خمسينيات القرن الماضي تم أختيار موقع مناسب لها بمدينة المعقل التي يذكر التاريخ بأن اسمها المُحرف (ماركيل)، اما اسمها المثبت في خرائط عقارات الدولة فهو (كوت الإفرنكي)، وهي واحدة من أجمل المدن العراقية، وأكثرها جاذبية في منتصف القرن الماضي، لم تكن تختلف كثيرا عن القرى الوادعة في الريف الإنجليزي، بل تكاد تكون نسخة منها من حيث الهدوء والجاذبية والمنازل المتفرقة المعروفة بطابعها الأوروبي القديم ، وكان يوجد بها مطار مدني بني في فترة الملكية العراقية وبني من قبل شركة بريطانية وسمي مطار المعقل الملكي حيث ظل المطار قائما من الثلاثينيات إلى السبعينيات وقد ازدهرت هذه المدينة وأخذت تتفوق على مثيلاتها من مدن البصرة ابتداءً من عام 1919، وهو العام الذي تحسنت فيه صورة التجمعات السكانية في الموانئ العراقية بعد الحرب العالمية الأولى، فصارت المعقل هي الوجهة المفضلة للباحثين عن الهدوء وسط الطبيعة الخلابة، وهي الملاذ الذي يمنحهم متعة التنقل بين جنبات طرقاتها وحدائقها وقناطرها الخشبية الصغيرة، وهي المنتجع المفتوح لطواقم السفن التجارية المترددة على مينائه ميناء المعقل، الذي كان سيدا لكل الموانئ والمرافئ في حوض الخليج العربي من دون منازع.
وقد بنيت معظم بيوت المعقل آنذاك على النمط الإنجليزي، وازدانت شوارعها بأشجار النخيل والكالبتوس والسدر، وتزينت أرصفتها بأزهار القرنفل والنرجس والبنفسج والياسمين، وطفت زنابق الماء على جداولها المنسابة نحو شط العرب، في نظام فريد يستمد طاقته الطبيعية من حركة المد والجزر في الليل والنهار، اما العطر الذي كان يعبق بشذاه في ليالي هذه المدينة المينائية الجميلة فهو عطر أزهار ملكة الليل، وكأنه هويتها وعلامتها الفارقة التي لا تنسى..
وكان شارع (إجنادين) يتباهى بأشجار البرتقال والمشمش والسفرجل، وكان عبارة عن فردوس طبيعي تعشش فوق أغصانه أجمل أنواع العنادل المغردة، ويغفو في ظلاله الحمام واليمام، لا يملك المتجول في هذا الشارع إلا أن يتأنى في سيره، ويبطئ من حركته حتى لا تفوته فرصة التمتع بجاذبية المكان الذي جمع الجمال كله في صورة شارع الأحلام (شارع إجنادين).

صروح معقلية لاتنسى
وتوفرت للمعقل كل مستلزمات الرقي في المدة التي صار فيها مزهر الشاوي مديرا عاما لمصلحة الموانئ عام 1958، فمنحها وقته كله، حتى أصبحت عنوانا بارزا من عناوين الرخاء، بنواديها الترفيهية ( نادي البورت كلاب، والرياضي، والأرمن، والسكك)، وقاعاتها الرياضية، ودورها السينمائية، ومسابحها الثلاثة (مسبح البورت كلاب، مسبح المطار، مسبح التشاينا كامب)، ومكتبتها العامة، ومساجدها العامرة، وحدائقها الشعبية (الأندلس، الجمهورية، البيت الصيني، السندباد، النجيبية، الشاطئ)، ومشاتلها الواسعة، ومدارسها التي كانت أنموذجا للمدارس الحديثة بمختبراتها ومسارحها وساحاتها وقاعاتها الدراسية)، وانفردت بملاعبها الكبيرة، التي شملت الألعاب كلها، لكنها تميزت بملاعب التنس الأرضي، وكرة القدم، والسلة والطائرة، وقاعات رفع الأثقال.. وربما كانت مكتبتها العامة هي المكتبة الأكبر والأضخم بما تحتويه من كتب ومراجع نادرة ، لقد كانت تأتيها المجلات والصحف الأجنبية من أوروبا محمولة على الطائرات المترددة على مطار شط العرب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة