الحرية هي أن نشعر بأننا احرارُ من الداخل فالحُرية هي إبداع وتجدد –مسؤولية وثوابت- فكر وعطاء – وهي التجردُ من كل القيود التي يمكنُ أن تؤثر على تفكير الفرد وقراراتهِ وممارسة حياة في شتى أشكالها وهي حق الإنسان منذ أن نشأت البشرية وهي مغروسة بهِ منذ الفطرة ; فهي تكمنُ في احترام حرية الاخر والإحساس بالمسؤولية وأن يتمتعُ الفرد في اتخاذ قراراتهِ من دون خوف أو قيد من احد في الامور التي تخص حياتهِ – فيقول – نيتشه : عن الحرية « هي رغبة بأن نكون مسؤولين عن انفسنا « فالحرية ممارسة يومية تتيح للشخص اختيار عمله ; دراسته وسكنه وأمور أخرى من دون فرض من أحد وتتسع دائرتها وشمولها في الكثير من تفاصيل حياتنا وهي مهمة جداً ولها تأثير كبير على الحياة التي يعشيها الفرد .. فهي حق وليس مطلبا .
لذلك فالحريةُ لها ضوابط وقواعد تُحافظ على المحور الكامل لها على وفق الحدود التي تنظم مسارها ليتمتع بها الفرد والأفراد بالكامل .. ولا يجبُ أن نتعدى على الأخرين وحرياتهم بأي شكل من الأشكال احترامُها والالتزام بضوابطُها وألا نكون نُسلب حق الحرية من الحرية ذاتها.
« يقول ابراهام لينكولن» من ينكر الحرية على الأخرين لا يستحُقها لنفسه « فهي وُجدتْ للحفاظ على حق وكرامة كل فرد في المجتمع وانصاغت على وفق قوانين وأنظمة تُعطي الحق للكل بأن يتمتع بها لكن اليوم نرى أن الحرية أصبحت مفهوما يأخذُ مجرى آخر وتخوض مخاضاً صعباً – فقد أصبحت الحُرية تعني للكثير هو الانسلاخ من القيم ومبادئ الإنسان تارة ; وتارة أخرى أتباع العربدةُ وراء عادات ومفاهيم غربية الأصلِ بدافع التطور فنرى سلوكيات شائعة في المجتمع بشكل واسع تحت ظلال الحُرية مثل تعاطي المخدرات والتدخين والخمر (والخ) من شتى الأعمار ؟ والشذوذ من كلا الجنسين؟ وظاهرة الالحاد واعتناق البعض لهُ والتشكك بوجود الله (عز وجل) والدين والعديد من السلوكيات غير مقبولة ولا تتناسب مع مُجتمعنا الاسلامي ابداً ولا على المبادئ التي تربينا عليها; فيرى البعض أن المبادئ والثوابت قدٍ يحاط بهِ وتحدُ من حرية الفرد او ينظرُ إليها بأنها من آثار التخلف في عصرنا هذا والكلُ يتبعُ هذا المفهوم الخاطئ والسائد في المجتمع على شريحه واسعة من الناس والمتفشي يتخو كبير وتغيب الكلُ الغرضُ والمعنى الحقيقي لها ومنها.
*كاتبة عراقية
سارة كريم اللهيبي