الجيش اللبناني يخوض معارك لتطهير جرود عرسال اللبنانية من الإرهاب

تتزامن مع تصريحات إقليمية ودولية مؤيدة لاستئصال الخطر
متابعة الصباح الجديد:

يستمر الجيش لليوم الرابع على التوالي في شن معركته ضد الارهاب التكفيري الداهم من بوابة عرسال البقاعية، حيث يخوض معركة الوطن كل الوطن لاستئصال هذا الخطر الوجودي على لبنان، وسط مواقف محلية داعمة وتغطية سياسية شبه جامعة، تتزامن مع تصريحات اقليمية ودولية مؤيدة .
وذكر تقرير إخباري أن الجيش اللبناني استهدف مجموعة إرهابية كانت تحاول الفرار بلدة عرسال الواقعة في محافظة البقاع شمال شرقي البلاد، فيما فر لاجئون سوريون بسبب القتال الذي اندلع على الحدود مع لبنان.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن مجموعة إرهابية كانت تحاول الفرار باتجاه بلدة عرسال قادمة من وادي الزعرور الواقع شرقي البلدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية والجيش السوري عملية لـ «تطهير جرود عرسال اللبنانية والقلمون السوري من المسلحين».
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني لبناني إن لاجئين سوريين فروا من مخيمات في منطقة على الحدود السورية اللبنانية تشهد عملية لجماعة حزب الله اللبنانية والجيش السوري وأضاف أن الجيش اللبناني يسهل عبور السوريين الفارين.
وذكر المصدر أن عدد اللاجئين الذين فروا من المخيمات في منطقة جرود عرسال لم يتضح، ويعيش آلاف من اللاجئين السوريين في المنطقة التي تقع خارج بلدة عرسال اللبنانية على الحدود بين البلدين. وذكر المصدر «الجيش يسهل مرور النازحين بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة».

*مجلس الامن يدعم القوات المسلحة اللبنانية
واصدر مجلس الامن بيان صحفي الذي صد بمبادرة من فرنسا وتلاه رئيسه للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارك ليال غرانت وجاء فيه أن الأعضاء الـ١٥ نددوا بـ»هجمات الجماعات المتطرفة العنيفة على القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في منطقة عرسال بلبنان».
وأكدوا دعمهم للجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في قتالها ضد الإرهاب ومنع محاولات تقويض استقرار لبنان، مكررين الحاجة الى تعزيز الجهود الرامية الى بناء قدرات القوات الأمنية اللبنانية للتصدي للإرهاب والتعامل مع التحديات الأمنية الأخرى.
وأعرب أعضاء المجلس عن «دعمهم الكامل لحكومة لبنان في أداء مهماتها خلال هذه الفترة الانتقالية وفقاً للدستور، والى حين انتخاب الرئيس الجديد».
وناشدوا «كل الأطراف اللبنانيين المحافظة على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار في البلاد، بما يتفق مع التزامهم إعلان بعبدا»، مشددين على «أهمية أن يحترم كل الأطراف اللبنانيين سياسة النأي بالنفس في لبنان والامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية».
وفي غضون ذلك اعلن الجيش اللبناني أنه حقق تقدماً جديداً في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سورية، مشيرًا الى أن عناصره تمكنوا من السيطرة على «وادي الخيل» فيها بالكامل، إضافة إلى مواقع أخرى أمس الاول الاثنين، فيما أعلن «الإعلام الحربي» التابع للحزب عن حصول حالات فرار من عناصر «جبهة النصرة» (فتح الشام) باتجاه خطوط التماس مع مواقع «داعش» شرق جرود عرسال، وإلى وادي حميد، حيث تقع مخيمات للنازحين السوريين، في المعركة التي يخوضها لليوم الرابع لانتزاع هذه الجرود من مسلحي التنظيمين.

* ميشال نتائج التطورات الميدانية ايجابية
فيما اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أثناء ترؤسه اجتماعاً أمنياً حضره قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدد من ضباط القيادة، أن نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الإرهابيين ضد المدنيين والعسكريين على حد سواء، وستعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود.
واطلع عون على الوضع الميداني في جرود عرسال وتدابير الجيش أثناء سير المعارك، ونوه بجاهزية الجيش لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين.
وتستمر المواقف والوقفات الداعمة والمتضامنة مع الجيش اللبناني في حربه على الارهاب، بمؤازرة المقاومة لليوم الرابع على التوالي .
وفي وقت عزز الجيش اللبناني إجراءاته في مواقع مواجِهة لوادي حميد بعد فرار بعض مسلحي «النصرة» إليه وإلى منطقة الملاهي، تحدثت مصادر في بلدة عرسال عن تحريك قناة التفاوض منذ يومين عبر الوسيط السوري «أبو طه» وهو من بلدة عسال الورد في القلمون السوري، من أجل تأمين انسحاب مسلحي «سرايا أهل الشام» التي أعلنت أول من أمس وقف النار وانكفاء عناصرها عن المعركة. وأبو طه كان وسيطاً في اتفاقات سابقة مع «حزب الله» ودمشق لإعادة عشرات العائلات السورية النازحة من المخيمات في عرسال إلى بلدة عسال الورد.
من جهته، أكد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود في بيان، أن «لمعركة في جرود عرسال كان لا بد منها، وقرار خوضها صحيح، ووطني بامتياز، وعلى تنسيق مع الجيش اللبناني، الذي يصد محاولات تقدم الإرهابيين، ويحمي عرسال وأهلها والنازحين اليها، وهي مهمة يحققها الجيش بمهنية واخلاق، وله كل الدعم والمساندة، إضافة الى الفرح الذي يغمر أهالي عرسال، الذين يرون بلدتهم وقد تحررت من احتلال الإرهابيين لها»، مضيفا ان تحرير جرود عرسال، لا يقل أهمية عن تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، لان العدو واحد بوجهين إرهابيين صهيوني وتكفيري».
بدوره، شدد النائب السابق اميل لحود، في بيان على أنه «ثبت للجميع، من خلال معركة عرسال، أن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة هي التي تحمي لبنان، من الإرهاب الأكبر المتجسد بإسرائيل، منبع كل إرهاب، الى نسخته التكفيرية التي تحمس لها البعض في لبنان، في وقت لم يقدم منتقدو هذه الثلاثية، من المتماهين مع الإرهابين في لبنان، سوى المعادلات الخشبية، مثل النأي بالنفس، وشعارات الاستسلام وهم لا يخوضون حربا ولا يخجلون ويصمتون حين يخوض فريق الحرب عنهم، ويقدم الشهداء بديلا عنهم ويحمي لبنان بالفعل بينما هم يعجزون عن ذلك، قولا وفعلا».
الى ذلك، حيا رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، خلال استقباله عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبدالله كامل، «الجيش اللبناني والقوى الأمنية على صمودهم ومواقفهم البطولية، ولا يفوتنا أن نهنئ الجيش اللبناني ونحن على أيام من عيده الوطني، كما أحيي المقاومة في حربها ضد الإرهاب الذي عاث قتلا وتدميرا في لبنان والمنطقة».

*احزاب
وكان الحزب أكد عبر «الإعلام الحربي» أن المعركة مع النصرة أصبحت على مشارف نهايتها، ودعا المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال إلى أن يحقنوا دماءهم بإلقائهم السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم.
وذكرت وسائل إعلام موالية للحزب أن تقدم الحزب يتم بوتيرة أسرع من المتوقع، فيما قالت مصادر عسكرية لبنانية أنه على رغم ذلك فإن المعركة طويلة، بينما رأى مراقبون من عرسال أن تقدم الحزب في اليومين الماضيين حصل نتيجة انسحاب «سرايا أهل الشام».
كما، لفتت هيئة التنسيق لـ»لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية» إلى أن «الإنتصار الجديد الذي يصنعه المقاومون والجيش اللبناني بالتعاون والتنسيق مع الجيش السوري، إنما يشكل انتصاراً لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وسقوط مشروع عزل المقاومة ومخطط الفتنة والقطيعة مع سورياً».
وأدانت الهيئة «الأصوات المشبوهة التي وصفت شهداء المقاومة الذين سقطوا في عملية تحرير جرود عرسال خلال الأيام الماضية بالقتلى، مما يكشف انحيازهم إلى جانب الإرهابيين والدول الداعمة لهم ضد مصلحة لبنان وتطلعات شعبه للتخلص من هذا الخطر الإرهابي الذي يهدد أمنهم واستقرارهم، ويؤكد أن هذه الأصوات إنما تفتقد للانتماء الوطني، وتشكل خروجاً على الإجماع الوطني في ما خص الدفاع عن السيادة الوطنية وتحرير كامل الأراضي اللبنانية من رجس الإرهاب وجماعاته التكفيرية».
الى ذلك، دان أمين عام جبهة البناء اللبناني ورئيس مركز بيروت الوطن زهير الخطيب الأصوات العميلة «التي تتلطى وراء نفاق السيادة وقرارات النأي بالنفس والحرص على عرسال ودور الجيش وهي التي تواطأت وغطت لسنوات تسلل الإرهاب واحتلاله أجزاءً من سلسلة جبال لبنان الشرقية وخاصة عرسال ونالت من هيبة الجيش وحرمته من العديد والسلاح».
كذلك، أكدت «حركة الأم» في بيان لها أن هذا الانتصار الكبير الذي نشهده في جرود عرسال ومرتفعات السلسلة الشرقية سيكون ضمن سلسلة انتصارات محور المقاومة الذي يمتد في سياق متصل من تحرير الجنوب والبقاع الغربي عام 2000، ونصر تموز الكبير عام 2006، وتحرير حلب، وتحرير الموصل، وكل ذلك يؤكد بالفعل الملموس ما قاله أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله: «لقد بدأ زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم».

*وقفات تضامنية
الى ذلك، نظمت مجموعة من الشبان مسيرة تضامنية مع الجيش اللبناني والمقاومة، انطلقت من امام بلدية الهرمل وجابت شوارع البلدة الرئيسية رافعة شعارات مؤيدة للمقاومة واعلام لبنانية واعلام حزب الله.
وبثت اناشيد ثورية وحماسية وتناوب عدد من الشبان على الكلام مؤكدين» وقوفهم بجانب الجيش بالتضامن ورفع الصوت والكلمة وهي اقل الكلمات امام تضحيات الجيش والمقاومة تجاه من يبذل ويقدم الدم دفاعاً عن ارض الوطن».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة