الفنان المسرحي صالح حسن فارس في حوار مع الصباح الجديد

المسرح غوايتي الأولى
حاورته – أحلام يوسف:
حينما يضطر أحدنا الى اختيار الهجرة كحل للخروج من فوضى وخراب الوطن، فذلك يعني انه اختار المجهول بكل سلبياته، وقلقه، وغموضه، اذن فلابد ان يكون هناك ما اضطره الى ذلك الخيار الصعب.
صالح حسن فارس الفنان العراقي المغترب، هو ممثل، ومخرج مسرحي، وُلد في بغداد عام 1962، وغادرها عام 1994 ليعمل في اليمن بمجال التدريس والصحافة، ثم اتجه الى هولندا حيث عمل كمرشد اجتماعي في مجال التنوع الثقافي 2010-2011، إضافة الى عمله بمجال الإخراج، والتمثيل.
صدر له مؤخرا كتاب “ضفاف أمستل” وهي مشاهدات من المسرح الهولندي باللغة العربية، وهناك مشاريع تحت الإنجاز منها (سبع تعاويذ للدخول في عالم بغداد) “عنوان مؤقت” وهو سيرة فنية وذاتية لبغداد. وكتاب (مسرح الاودن – مشاهدات وذكريات).
التقينا فارس لنطرح عليه مجموعة أسئلة حول رحلته الفنية ما بين الشرق والغرب، وعن نشاطاته، ونتاجاته الفنية التي استطاع من خلالها ان يوصل صوت الشعوب العربية المشحون بالألم، والخوف، والقلق الى العالم: المسرح غوايتي الأولى والاخيرة، حينما وصلت الى هولندا بدأت بالبحث عن سبل تبقيني على تواصل مع الفن الذي عشقته، واخترته دربا اسير به خلال شوطي الحياتي، والفني على وجه التحديد، لذلك فقد شاركت بعدة دورات تدريبية اذكر منها دورة تدريبية في “اكتشاف وتطوير القدرات الذاتية” في أمستردام، ودورة تدريبة عن الجسد وتقنياته مع فرقة اودن المسرحية، بإشراف المخرج العالمي ايوجينو باربا في الدانمارك. ودورة تدريبة عن الجسد في روما.
عمل فارس بمجال التمثيل من خلال عدة أفلام ومسرحيات منها مسرحية “الكمال” من اخراج خيرت فان فين في مدينة اوترخت، ومسرحية “قطعة لذيذة” اخراج الس فان بوبل في أمستردام، ومسرحية “الاختبار” اخراج اندرياس فوندر في أمستردام ايضا، وكانت جميعها باللغة الهولندية.
اما بمجال الأفلام فذكر فارس: كان لي دورا صغيراً في فيلم هولندي سينمائي بعنوان (ليلي) للمخرجة الهولندية مايكا دي يونك، وشاركت في فيلم تلفزيوني هولندي بعنوان (ابني صار جهاديا)، للمخرج الهولندي ساندر بورخر، الذي يتناول قضية انخراط الشباب الهولندي من أصول مسلمة في التنظيمات المتطرفة، ويسلط الضوء على الصراعات الداخلية التي تعيشها الاسر المسلمة المغتربة بين الجيل التقليدي القديم، وجيل الشباب الجديد الباحث عن الهوية، ما يدفع بعضاً منه إلى ان يقع فريسة لشبكات التطرف والإرهاب. يشارك في الفيلم عدد من الفنانين الهولنديين والعرب المقيمين في هولندا.
وتابع فارس حديثه: هناك فيلم هولندي قصير بعنوان (ظل الليل)، يتناول قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون العبور إلى اوروبا، كما يسلط الضوء على استغلال بعض الآباء لأبنائهم، بدافع الطمع والجشع للمال، حيث يحاول الأب “الياس” في احداث الفيلم استغلال ابنه (طارق) 11 عاماً لمساعدته في تهريب المهاجرين غير الشرعيين، ويتم نقلهم بمنتصف الليل من شاحنة متوقفة في منطقة صناعية مهجورة، إلى باص أبيض صغير، يكملون به رحلتهم الطويلة المتعبة، التي تستغرق عدة ساعات باتجاه هولندا. مدة الفيلم 14 دقيقة، ويشارك فيه نخبة من الفنانين من أصول مهاجرة. وهو من سيناريو ” يورن سخولتن فان اسخا” وشادي الحمص” وإخراج الفنان الهولندي “شادي الحمص”.
وعن آخر اعماله المسرحية حدثنا فارس: انتهيت من كتابة عمل مسرحية شخصية واحدة بعنوان (طين حري)، تتحدث عن الحرب والسلم، وما بينهما، حيث يمتزج فيها اليومي والسيرة بطريقة سردية تقترب من الشعر. ومن المؤمل أن يقدم هذا العرض في العام المقبل بهولندا، وبلجيكا وأخيرا في بغداد، وسأقوم بتمثيله، وقد تم الاتفاق مع مخرج عراقي مقيم في أوروبا، ونأمل ان يرى النور قريبا وان يعجب الجمهور.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة