قادمون يانينوى
رياض الغريب
قادمون يانينوى
من أوسع الأبواب سندخل
نحمل فوق قلوبنا صليبا
وراية خضراء
وماء قليلا من حمام العليل
سندخل
نقبل الأولاد
والجدران
والمنازل
سندخل من أوسع باب لغيمة
مثل نسمة تمر
على جدائل ازيدية
في حقل محبتها تزهر
سندخل
نزيل الغبار عن وجه تمثال فيها
ونعتذر
تأخرنا كثيرا
تأخرنا كثيرا
واضح هو الخجل في ارتباكنا
امام عجوز تسال
لماذا تأخرتم
سنعتذر
لكننا قادمون
كي نمنح أنفاس الفجر
وندى الورد
لعاشق قرب غاباتها
ونهرها
وشوارعها
ينتظر
سندخل نمسح رأس يتيم
علق رأس أبيه
على عمود
في شارع لا يؤدي
إلا الى الموت
لانقلب ايدينا
على ما أنفقنا في التأخر
سندخل بعد قليل
انتظرونا
ودخلنا
مزقنا سواد اللحظة
أعدنا لعجوز بهجتها
وللشوارع ناسها
ولعاشق حملنا وردة
وطريقا يؤدي للحياة
أعدنا لامرأة أزيدية ضوء عفتها
وجمال حضورها
وطعم الماء في نهرها
ولليتيم يد تمتد
لوطن يسع الجميع
أبصرتُ فجراً
فراقد السعد
ها أنا أرى غسيلَ الثرى.. نورٌ تجلّى
بئسَ ظنّي.. إنّي بصيرً
كفيفٌ في معاصي اللّيلِ
حسبتُ الضياءَ مذعورَ الخُطى..
وأنّه لاريبَ حسير
في الغابِ لا يَسكنُ جرحي والليلُ يشيخُ..
أتساءلُ .. مَن يغيثُ النورَ في عيني ويطوي الظلام؟!
هل يزأرُ الزلزالُ لتُقبَرَ الذئابُ؟
وينسكبُ الضياءُ على عطشي
أعوذُ بكَ من ظني.. أتوبُ إليكَ من حسبي..
ما حُنطتُ أعمى
ها قد بسطَ الصبحُ ذراعيهِ حبورا
وطنٌ تلى آيةَ المفازِ..
بربريةٌ تزأرُ الشيمةُ إن مُسَّتْ ضفائرٌ
سرايا وجدٍ غزتْ أعنَّتها لهيبَ الوغى
وجوهٌ تعتنقُ الصبحَ تراتيل نذور
سأعتقُ خصري.. على حدودِ اللّهيبِ .. كأنفلات الطيورِ
آهِ .. يا ترابَ الشوقِ .. تَكويني لَظى
يقيناً.. يا رياضَ الروحِ.. أبصرتُ يقيني.
بين ركام حرب
نبيل نعمة
كبرتُ.
وأشياءٌ كثيرة بدأتْ بالتساقطِ.
بعد نيفٍ وثلاثين حرباً،
ينتصرُ العمرُ.
أشياءٌ أخرى في طريقها للزوال
يا للريحِ!
هذا تساقطٌ مخيفٌ..
سقطَ أصبعي، أشرتُ بيدي.
سقطتْ يدي، لوحتُ بالساعدِ.
سقطَ الساعدُ والزندُ و.. لساني،
ثم أصدقائي.. واحدا تلو الأخر مني…
بم سأشير الآن يا ظلي؟.
صار وجهي علمُ بلادي،
كم من شهيدٍ ترونَ بي؟
كبرت،
لكني أكابد العمر الذي يَصْغرُ.
أبحثُ عن أسمٍ جديدٍ لي،
مضطربٌ وقلقٌ أكثر مما مضى
ثلاثةٌ من حروفِ أسمي القديمِ
ماتتْ في معركةٍ
فيما اللامُ يعرجُ ساحلًا جثتي.
كبرتُ ويروقُ لي أن أكون ممحاةً في آخرةِ العمرِ
الربُّ يرسمُ، وأنا أمحو…