في هولندا.. مسرحية “جلجامش” تجسيد للقصيدة

بغداد – أحلام يوسف:
اقامت منظمة (كرانتة) الهولندية “وهي منظمة ثقافية تعنى بأدب المهاجرين” مهرجانا شعرياً وفنياً متنوعا، على قاعة منظمة العفو الدولية في هولندا عن ملحمة جلجامش.
استضافت المنظمة في المهرجان 12 شاعرا، وهو عدد الالواح الطينية نفسها التي كتبت عليها الملحمة، ووجدت في موقع أثري اكتشف بالمصادفة، وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشور بانيبال في نينوى، والمحفوظة حاليا في المتحف البريطاني.
ولإضفاء نوع من التميز والجمالية الفريدة الى العروض، فقد طُلب من كل شاعر ان يرافقه فنان، ليقدم كل عرض من هذه العروض الـ “12”، وليكون يوم الشعر العالمي بأمستردام يحمل خصوصية وانفراداً.
قدم النص المسرحي “القصير” وعنوانه “جلجامش” الفنان المسرحي العراقي المغترب “صالح حسن فارس” مع الشاعر العراقي المغترب “موفق السواد”، وتم عرضها بأكثر من مدينة، حيث استضافتها جمعية الرافدين الثقافية في أمستردام، بعد تقديمها باثنتي عشرة لغة في أمستردام، ومنها اللغة الهولندية، ضمن فعاليات اليوم العالمي للشعر.
يقول المخرج المسرحي صالح حسن فارس: استعملت رؤية حديثة لتفسير جلجامش دراميا، حيث رسمت مائدة مُتَخَيلة طويلة، فقسمت الجمهور الى قسمين، ووضعتهم امام زمنين مختلفين، حيث نجد جلجامش بملابس عصرية، وأنكيدو، “وهو شخصية أساسية في ملحمة جلجامش، حيث صارع الملك جلجامش قبل أن يصبح صديقه الأقرب” بملابس قديمة وشبه عار. إضافة الى طست ماء لتعميد جلجامش، حيث استعملت بعض الطقوس الدينية والادعية، كذلك وضعت صورة لعالمين، فكان العالم العلوي لجلجامش، والعالم السفلي لأنكيدو.
سألنا الفنان “فارس” عن اللوح الطيني الذي أسسوا عليه عرضهما، فيما اذا كان من اختيارهما، او اختيار اللجنة المعنية بالمهرجان، فقال: تم اختياري للّوح الثالث في العرض الأول، اما في العرض الثاني، فقد تم إضافة بعض الحوارات من الملحمة، الى اللوح الثالث.
تم خلال المهرجان قراءة نصوص مختارة من الالواح الـ 12 التي تتألف منها الملحمة من قبل 12 شاعرا، وجسد الفنان الذي رافق كل شاعر منهم النص، من خلال الرقص التعبيري او التمثيل الدرامي، او من خلال الموسيقى. وشارك فيه شعراء وفنانون من بلدان شتى، وهي هولندا، وبلجيكا، وتركيا، واسبانيا، وايطاليا، والصين، وسورينام، وإيران. ومن المقرر ان يقدم هذا العرض المسرحي القصير في مدينة “لايدن” الهولندية في منتصف شهر ايلول المقبل.
جدير بالذكر ان شخصية أنكيدو في الملحمة الأسطورية “جلجامش” قامت بخلقها الآلهة الأنثى أرورو على شكل إنسان كثيف الشعر ربته الحيوانات، ويسميه بعض الخبراء بالـ”طرزان الأول” في التاريخ الإنساني، إذ جعلته أرورو صديقًا للحيوانات، ومعادياً للتمدن، وقام عند خلقه بتخليص الحيوانات من أفخاخ الصيادين البشر، وضاق بذلك صياد شاب، فنصحه والده أن يشتكي إلى الملك جلجامش، عندها قام الملك جلجامش بنصب مكيدة للإيقاع بأنكيدو، عبر إرسال خادمة في قصره اسمها “شامات” لتغوي أنكيدو، ونجحت خديعة جلجامش، وكان أنكيدو سريع السقوط عندها في الشهوة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة