بدأت تجذب الأوساط السينمائية
لوس أنجليس ـ ميدل ايست أونلاين:
تشكل خدمة يوتيوب منذ إطلاقها في مطلع الألفية الثالثة منصة لأشخاص مغمورين ينشدون الشهرة والثروة وهي باتت أيضا أداة يلجأ إليها كبار المسؤولين في هوليوود لاكتشاف مواهب جديدة.
يتمتع عدد متزايد من نجوم يوتيوب بقاعدة كبيرة من المعجبين الذين يطلعون على منشوراتهم ملايين المرات على الأجهزة الكبيرة والصغيرة، ما يقلب المعايير التقليدية لاكتشاف المواهب.
وقد تكون الممثلة ومؤلفة الأعمال الكوميدية إيسا راي (32 عاما) خير مثال على هذا التحول. فمن المرتقب أن يبدأ عرض الموسم الثاني من مسلسل «إنسيكيور» في 23 يوليو/تموز على قناة «اتش بي او» وهو مستوحى من أشرطة فيديو لقيت رواجا كبيرا لـ»متاعب فتاة سوداء غريبة» كانت تنشرها راي على فيسبوك.
وأقرت الشابة خلال لقاء أجرته مؤخرا مع الصحافة في بيفرلي هيلز «اكتشاف موهبة شخص ما على الانترنت اقل حدوثا هذا صحيح ، لكن الأمر قد يحصل. وأنا أشاهد باستمرار المسلسلات على الانترنت وأجد ان مؤلفيها موهوبون»، مشيرة إلى أن بعض وكلاء الأعمال باتوا يرفضون تمثيل شخص لم يقدم أعماله على الانترنت.
تحضير طويل
يتتبع «إنسيكيور» حياة صديقتين هما إيسا راي (التي تؤدي راي دورها) ومولي كارتر (التي تؤدي إيفون أورجي دورها) في جنوب لوس أنجليس.
وقد استغرقت مرحلة التحضير للنسخة التلفزيونية من المسلسل وقتا طويلا منذ طرح هذه الفكرة سنة 2013 بعدما اطلع مدير البرمجة في «اتش بي أو» كايسي بلويز على النسخة الإلكترونية التي شاهدها 25 مليون شخص منذ إطلاقها سنة 2011.
وأشاد النقاد بأسلوب راي في الكتابة ووصفها الواقعي لمشكلات المجتمع وتوصيفها الدقيق لصداقة تربط بين امرأتين سوداوين. وقد رشحت رأي بفضل الجزء الأول من المسلسل لجائزة غرامي.
ويستفيد المسلسل من رواج أعمال البث التدفقي على يوتيوب وسنابتشات وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي التي قلبت المعادلة في هذا المجال بحيث أن القنوات التلفزيونية لم تعد الوحيدة التي تعد البرامج وتوزعها.
و»إنسيكيور» هو أحد المسلسلات الإلكترونية الثلاثة التي تبنتها «اتش بي أو» مع «براون غيرلز» لسامنثا بايلي التي خطت خطواتها الأولى على الموقع الإلكتروني لمجلة «إيل» و»هاي ماينتنانس» لكاتيا بليشفلد وبن سنكلير الذي عرض بداية على «فيميو».
وقالت راي التي لا تزال تنشر أعمالها على يوتيوب إن الأمر «بمثابة سيرة ذاتية نوعا ما تظهر أنه في وسعكم الاستمرار في التأليف وأن الناس لا يزالون يشاهدون أعمالكم».
أعمال جديدة
واعتادت راي على بطء الإخراج التلفزيوني إلا انها أقرت بأنها تحن إلى «الطابع الآني» لإعداد المحتويات على الانترنت. واعترفت «أشعر بالتوتر. أريد أن يشاهد الناس المسلسل على الفور».
ويتعاظم دور يوتيوب كمنصة للمواهب الجديدة على التلفزيون منذ نحو 10 سنوات، غير أن الخبراء لاحظوا مؤخرا أنها بدأت تجذب أيضا الأوساط السينمائية.
ولعل خير دليل على ذلك هو إقامة العرض الأول لوثائقي نشر على الانترنت للكندية الهندية ليل سينغ تحت عنوان «ايه تريب تو يونيكورن آيلند» في قاعة «تي سي ال تشاينيز ثياتر» الشهيرة في هوليوود.
وقد شوهدت أشرطة الفيديو التي عرضتها الشابة البالغة من العمر 28 عاما أكثر من ملياري مرة، وهي قد جنت، بحسب التقديرات، 7,5 ملايين دولار سنة 2016.
وقد أبرمت يوتيوب سنة 2015 عقدا مع قناة «أووسمنيس تي في» للمراهقين التي تبث عدة أفلام طويلة على المنصة، ومن بين هذه الأفلام «شوفل باديز» الذي يؤدي بطولته كايين لوولي (21 عاما) الذي سطع نجمه على يوتيوب حيث لديه ملايين المتتبعين.
وقال براين روبينز مدير «أووسمنيس تي في»، «نظن أن المنصة جاهزة لأعمال طويلة، لذا سوف نعد أفلاما مع نجوم يوتيوب ستعرض للمرة الأولى على الخدمة».