بي بي سي ـ جيمس غالاغر:
تمكن علماء بريطانيون من تصوير ورؤية الرواسب غير الطبيعية التي تتراكم في مخ المصابين بمرض الزهايمر بنحو تفصيلي غير مسبوق.
وقال فريق العمل في مختبر البيولوجيا الجزيئية التابع لمجلس البحوث الطبية البريطانية :إن نتائج الدراسة “تفتح عهدًا جديدا ًتماما” في مجال الأمراض العصبية التنكسية. وستسهم هذه الخطوة في تسهيل عملية تصميم وإنتاج عقاقير تعمل على إيقاف موت خلايا المخ.
واستعمل الباحثون أنسجة المخ لسيدة عمرها 74 عاما توفيت وهي تعاني من مرض الزهايمر.
ويؤدي هذا النوع من الخرف إلى انتشار شبكة من بروتين يسمى “تاو” في جميع أنحاء المخ. وكلما زاد تشابك بروتين “تاو”، تصبح الأعراض أكثر سوءا.
وكان الأطباء يعرفون كيفية حدوث ذلك منذ عقود، لكن الشيء الذي كانوا يجهلونه هو تركيب وشكل هذا التشابك.
واستفاد الفريق الطبي من “الثورة التي حدثت في مستوى الدقة” في الفحص المجهري بالشكل الذي يمكن الأطباء من رؤية آلاف الصور المُفصلة للغاية لبروتين “تاو” داخل أنسجة مخ المرأة.
وباءت المحاولات المبذولة لتطوير عقار يعمل على إبطاء وتيرة الخرف بالإخفاق بنحو متكرر. لكن من الصعب أن تنتج عقارا وأنت لا تعرف التركيب الكيميائي الدقيق للمرض الذي تستهدفه.
وقال سجورس شيرز، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، لبي بي سي: “يشبه الأمر إطلاق النار في الظلام يمكنك أن تصيب شيئا، لكن فرص الإصابة تكون أكبر عندما تعرف طبيعة الشيء الذي تستهدفه.”
وأضاف: “نحن متحمسون إن يفتح عهدا ًجديدا تماما في هذا المجال، إنه يفعل ذلك حقا”.
وتوجد بروتينات مختلة وظيفيا مماثلة في العديد من أمراض المخ، إذ يوجد “بيتا أميلويد” في مرض الزهايمر و”ألفا ساينوسلين” في مرض الشلل الرعاش “باركنسون”.
لكن تركيب بروتين “تاو”، الذي نشر في مجلة نيتشر، يعد الأول الذي يجري تصويره بهذا الشكل الدقيق.
وقال الباحث ميشال غويديرت لبي بي سي: “هذه خطوة كبيرة إلى الأمام”.
وأضاف: “هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها أي شخص هذا التركيب بهذه الدقة العالية (من عينات الدماغ البشري) لأي من هذه الأمراض.”
وتابع: “الخطوة التالية هي استعمال هذه المعلومات لدراسة آليات التنكس العصبي”.
وقالت تارا سبيرز جونز، من مركز النظم المعرفية والعصبية في جامعة إدنبره، إن النتائج “تمثل تقدما كبيراً لما نعرفه”.
وأضافت: “هذه النتائج ستكون مفيدة لتطوير الجزيئات للكشف عن تشابك بروتين تاو لدى المرضى وربما لتطوير العلاجات.”