حذام يوسف
« لو حاولنا تعريف الذات فهو موضوع صعب، وفيه كثير من التفرعات، ولكن ان دخلنا الى ذات الكاتب وذات السارد، الذي يقدم لنا نصوصاً تتعلق بثيمات معينة، بحدث، فكيف لنا ان نفكك ذات الكاتب، وانزياحاتها كيف تحلق وكيف تفكر، وهل ان هيمنة الذات هي ذاتها عند الجميع، (إشكالية الذات لدى السارد العراقي) هو عنوان لجلستنا في نادي السرد لهذا اليوم، عبر محاضرة للباحث والمفكر جمعة عبد الله مطلك، وهو خير من يتحدث عن هذا الموضوع، وهل هناك إشكالية حقيقية في ذات السارد العراقي؟..»، هذا ما جاء على لسان مدير الجلسة القاص خالد الوادي الذي أدار جلسة نادي السرد ليوم السبت الماضي، بحضور عدد كبير من الباحثين والادباء، بعد أن رحب بالحضور والضيف ليدعوه للحديث عن إشكالية الذات عند السارد العراقي.
من جانبه تحدث الدكتور الباحث جمعة عبد الله مطلك عن الرواية العراقية بشكل عام، وتأثير الرواية العربية على السارد العراقي، معرجاٍ على تأثر السارد العربي بالبيئة، ونقلها بدقة للرواية:» الحقيقة العراق يندرج ضمن ما يطلق عليه بالانفجار العالمي في ادب الرواية وهذا دليل على التعالق القوي بين السرد والواقع والحياة ، السرد الروائي بهذا الوضع في الغرب يأخذ صفة عفوية، لان منبع الرواية بهذا التعقيد والتراكم غربي، ولكن الموضوع اليوم يخص السرد العراقي او العربي، وهو مشكلة لأنها رباعية متعبة اكتشاف، سرد، عراقي، وذات، تتلاقى فيها علوم مختلفة، والتاريخ لم يعد ملكاٍ للأسطورة او للسرديات الكبرى، ولو لاحظنا التجنيس الروائي الغربي لأدركنا انه يبدو تجنيساً حقيقياً مع اختلاف الآراء، مهم ان نفرق في تجنيس الذات بين القصة والرواية لان القصة قريبة الى تكثيف الشعر، في السرد العراقي والعربي عموماً الشخصيات لا تتعامل مع خلاصات طبقية واجتماعية..».
ويواصل الضيف الدكتور جمعة عبد الله حديثه عن السارد العراقي ويركز هنا على الخيال الذي يربط بين الرمزي والواقع:» الخيال يصادر في لغة قاموسية يكتب بها السارد، ولغة أخرى يتكلم بها يومياً يمارس حياته، الموضوعة الان تتعلق بموضوع الاغتراب المجتمع العراقي برمته مغترب عن العصر، والسارد مغترب عن مجتمعه، اما ان يذهب للغرب ويكتب هناك وثائق مثلما فعل عبد الرحمن منيف، او يبقى هنا ويكتب عن الجنس ويتحايل على النص بالهرب الى موضوع الجنس او الفناتازيا، هل السرد العراقي في ازمة؟ نعم .. ماهي معالم هذه الازمة؟ هي الاغتراب المفضي الى الاصطدام بواقع لا يمكن وصفه، المجتمع العراقي لم يتحرك الى تكوين الدولة والسارد العراقي جزء من هذا المجتمع.».
ويتحدث الباحث االمطلك عن الفارق بين القصة والرواية، وكيف ان القصة تحمل تكثيفاً شعرياً كبيراً يعبر عن الذات العراقية، عكس الرواية، التي غالباً ما تركز على الوصف:» في القصة القصيرة تجد افضل القصص العالمية بالعراق..».
الجلسة تضمنت مداخلات عديدة من قبل الحضور منهم الناقد بشير حاجم، والناقد إسماعيل إبراهيم والروائي حميد الربيعي والقاص عبد الأمير المجر، المداخلات اغلبها كانت على الجانب الفني للرواية، وقد علق عليها الضيف بأنه لم يكن بصدد تفكيك الجانب الفني، بل انه ركز على الذات العراقية وذات السارد العراقي، في ختام الجلسة قدم القاص عبد الأمير المجر شهادة تقديرية للدكتور جمعة مطلك تقديراً وتثميناً لجهوده في هذه الجلسة.