دعوة للجهات المعنية لاحتضان المواهب والاستفادة من خبراتهم

«الصباح الجديد» تطرق أبواب منتدى المخترعين والمبتكرين العراقيين

حذام يوسف

هوية كل بلد تأتي من هوية علمائها وأدبائها، وهوية العراق بهوية علمائه، وهؤلاء هم حجر اساس للمجتمع، ولان مجال الاختراعات والابتكارات ليس بالمجال السهل، كان لابد أن يكون هناك اهتمام جاد وخاص بهذه الشريحة من المجتمع، وهم القادة الحقيقيين للبلد، لو اتيحت لهم الفرصة الحقيقية لإثبات ابداعاتهم، فكان أن توجه الأستاذ زيدون الساعدي بفكرة تأسيس منتدى خاص بالمبدعين في مجال الاختراع والابتكار، وهم كثر، فاقترح ان يكون يوم ٢١ كانون الثاني من كل عام يوم المخترع العراقي وبالإجماع من أكثر من 100 مخترع.
يقال ان الحاجة ام الاختراع، وفي العراق هناك الكثير من الحاجات التي مازالت تنتظر اشباعها، من قبل المعنيين، ومنذ عقود طويلة ومجموع الابتكارات والاختراعات للعراقيين في تزايد، برغم الإمكانيات المتواضعة لهم ان لم نقل البائسة!، لكنها للأسف لم تلقى اهتماما من قبل المسؤولين سابقا والان، فهناك رزم من البحوث والملفات الخاصة بجهود شباب عراقيين، يجتهدون ليكونوا ضمن فريق بناء العراق الجديد، ولكن للأسف الموضوع يقتصر على تقديم براءة الاختراع، واستلام مكافاة عن هذا البحث، وهنا تنتهي القضية!!، فكل هذه الجهود لا تنتظر المكافأة المالية فقط وانما هي تبحث عن مؤسسات داعمة لها للعمل وترجمة هذه البحوث والاختراعات الى الواقع لتكون في متناول الجميع وبشكل حقيقي.
قام المنتدى بعدة نشاطات في بغداد وخارجها، بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظات، فكان المؤتمر التأسيسي الأول للمنتدى في نيسان 2017، بمحافظة كربلاء، حضره عدد كبير من الباحثين والمسؤولين في المحافظة، فكان فرصة ليتعرف العراقيون على نخبة من شبابهم المثقف الذي لا يكل ولا يمل من العمل، ليكون في مقدمة شباب العالم، وبدلا من هجرته الى خارج البلد لتحتضنه بلدان اوروبا، لابد من الاستفادة من هذه الطاقات العظيمة للشباب، الذين يتسابقون لتقديم خدماتهم للوطن، وجل ما يطلبونه هو بيئة ملائمة لهم للبحث والمعرفة والتفكير.
منتدى المخترعين العراقيين، واصل نشاطه في محافظة السليمانية، بمشاركة كبار المخترعين لعرض امكانياتهم امام حشد كبير من أبناء المحافظات العراقية والضيوف من العرب والأجانب، بمشاركة 15 محافظة و80 مخترعا منها و رئيس جامعة السليمانية التقنية و منظمة شباب عراق الخير و الرابطة الإسلامية لنساء العراق و جمهور غفير من الأساتذة في الجامعيين، وفي ختام المؤتمر الذي كان مهرجانا علميا رائعا، تم تكريم فروع المنتدى المقر العام و جامعة النهرين و مكتب الفرات الأوسط و مكتب البصرة، وتسليم 25 درع و 62 ميدالية و توزيع 83 شهادة مشاركة و 62 شهادة مالية متنوعة و 20 شهادة مع ساعة جدارية فيها شعار المنتدى للجان العلمية و التقييمية و تكريم للهيئة الإدارية الحاضرين بالمدالية الذهبية و شهادة المدالية بحضور رئيس جامعة السليمانية، لتنتقل نشاطات المنتدى الى محافظة البصرة ولقاءات قيمة مع المسؤولين هناك للتباحث في كيفية دعم الشباب أصحاب الاختراعات والابتكارات وكيفية الاستفادة من مهارتهم من اجل الوطن وابنائه، إذ تم افتتاح فرع للمنتدى في البصرة، بحضور السيد زيدون الساعدي رئيس المنتدى، وعدد من اعضاء الهيئة الادارية بضمنهم الدكتور رغدان الشرع رئيس فرع البصرة، كما شارك في حفل الافتتاح السيد نائب محافظ البصرة الدكتور ضرغام الاجودي و السيد مساعد رئيس جامعة البصرة أ. د. شاكر عبد السالم نعمة اضافة الى عدد كبير من العلماء و الأساتذة، وتم اختيار المكتبة المركزية في حي الجزائر لتكون مقرا للمنتدى هناك.
وفي حديث مع الخبيرة في الشؤون الاقتصادية الدكتورة اكرام عبد العزيز، حول منتدى المخترعين العراقيين، ودورهم في دعم اقتصاد العراق قالت لـ «الصباح الجديد»:» هو نخبة المجتمع، وبالإمكان الاستفادة من طاقاتهم مهاراتهم وخبراتهم، في دعم الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل، في الدول المتقدمة، يعد الاعتماد على هذه النخب من المبتكرين وأصحاب براءات الاختراع، مصدرا من مصادر الدولة، وقد غير مسار دول كبيرة، هؤلاء الشباب يمكن الاستفادة من خبراتهم ومنجزاتهم في هذا عدة مجالات، وحسب معلوماتي قد شكلت الحكومة لجنة خاصة لمتابعة هذا الموضوع، وتقييم منجزاتهم، وهي خطوة إيجابية باتجاه الإصلاحات، التي دعا لها الدكتور حيدر العبادي، وهنا نحتاج جدا الى فتح قنوات مع منظمات دولية تعنى بهذه النشاطات وتدعمها..».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة