خرجت يوم العيد ..بالملبس الجديد ..
أقول يااخواني ..هيا الى الدكان ..
فيومنا سعيد .. وعندنا نقود …
كلمات تعيش وتعشش في ذاكرة الاجيال التي تربت على القراءة الخلدونية وتعلمت من حروفها ومواضيعها الشي الكثير… كلمات وصور .. تختزنها ذاكرة اطفال الامس وشيوخ اليوم من صور تترجم أهم مناسبات الفرح عند الاطفال .. وهو العيد ..الذي يختزل ..بالنقود ..و الدكان … ودولاب الهواء والأرجوحة !
هكذا كانت “القراءة الخلدونية” ترسم لنا احلاماً وردية بريئة وحياة جميلة .. لايعكر صفوها شى لا دواعش ولا فواحش ولا سياسيون ولانواب ولافضائيات أو محللين أو برامج مناطحات الساسيين ولاتظاهرات…أو مؤتمرات صحفية أو سيارات مفخخة أو عبوات لاصقة !
كل ماكان على الاطفال من فعله في ذلك الزمن ..سوى أنتظار يوم العيد ..والاحتفال به على طريقتهم الخاصة ، وفق العادات والتقاليد التي توارثوها عن أقرانهم وممن سبقهم .. دون تعقيدات .
كان الاطفال يخبئون أو يضعون الملابس الجديدة تحت الوسادة .. من اجل أرتدائها مع بزوخ فجريوم العيد!
في حين كان طلبة المدارس يمنحون أنفسهم “عطلة ” لليوم الذي يسبق العيد .. بحجة أنه يوم الوقوف على جبل عرفة !
الليلة عيد .. الأغنية كوكب الشرق التي تبشرنا بقدوم العيد .. وبليلة العيد !
أحد مقومات الفرح عند الاطفال في هذه المناسبة هي.. “العيدية ” وعند الحصول على دراهم او فلسان معدودة سواء من الوالد أوالاقرباء ..ينطلقون بها الى دكان قريب لشراء اللعب ، او الذهاب الى “الجوبي ” أو السينما لمشاهدة فلم “طرزان” او “ماشستي” أو “لورين وهاردي ” أو لشراء لفة فلافل وعنبه وبيض أو..ركوب “دولاب الهواء ” أو الارجوحة أو الحصان أو الحمير .. أو العربات التي تجرها الخيول !
هكذا كانت احلام العصافير .. وهي تزقزق في العيد .. حتى لو لم تتذوق .. الكنتاكي أو الشاورما ، او الهمبركر ، أوالذهاب الى الكوفي شوب أو شرب الاركيلة أو لعبة الموت !
بعد رحلة قطار العمر السريع .. الذي يجوب بنا الارض شرقا وغربا شمالاً وجنوباً هاهو يمضي ويحصد من أعمارنا عقود من الزمن .. تتآكل شيئا فشيئا….وتغرف الاحزان من جرفها الشئ الكثير ..!
أشتعل الرأس شيبا .. بينما ظلت تلك الاحلام حبراً على ورق القراءة الخلدونية ، كنا نتمنى ان لا نستيقظ من تلك الاحلام البريئة الجميلة
من يعيد أحلامنا .. المسلوبة … من يعيد لنا الابتسامة وبراءة الاطفال .. من يحقق لنا
ماكنا نردده سابقا …. و”عندنا نقود .. ويومنا سعيد ” !
– ضوء
حشد مع الجيش … عيد!
عاصم جهاد