أبو يوسف أول قاضي قضاة بغداد

طارق حرب
ان اول من عين بمنصب قاضي القضاة في الدولة العباسية حيث يكون مقره في بغداد في حين ان القضاة يتوزعون على ارجاء الدولة العباسية ومنصب قاضي القضاة اشبه بمنصب رئيس السلطة القضائية او رئيس مجلس القضاء الاعلى في ايامنا هذه، وهو منصب غير معروف زمن الخلفاء الراشدين والدولة الاسلامية وزمن الخلفاء الاربعة الاولين في الدولة العباسية أي زمن ابي العباس السفاح والمنصور والمهدي والهادي ، واول من استحدثه هو الخليفة الخامس هارون الرشيد وهذا المنصب يختلف عن منصب اقضى القضاة الذي سمي به القاضى الماوردي المتوفي عام٤٥٠ هج لانه منصب شرفي كلقب وليس منصبا حكوميا كما ان هذا المنصب وإن كان يماثل منصب قاضي الجماعة في الاندلس من حيث كونه المسؤول عن القضاةّ الاخرين لكن الاندلس لم تتجرأ على اطلاق تسمية قاضي القضاة احترامًا لبغداد ولهذا المنصب .
وكان يوجد منصب قاضي فقط حيث كان يحيى بن سعيد الانصاري زمن السفاح وعبيدالله بن محمد بن صفوان الجمحي وشريك بن عبدالله والحسن بن عمارة والحجاج بن ارطأة زمن المنصور ومحمد بن عبدالله بن علاثة زمن المهدي وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي زمن الهادي ، واذا كان ابو يوسف قاضيا زمن الهادي وهارون الرشيد كما يذكر ذلك العلامة السمناني صاحب الكتاب المشهور روضة القضاة المتوفي عام٤٩٩ هج وأيده في ذلكّ الكثيرون، فأن هنالك اتجاها يقول ان ابي يوسف كان قاضيا زمن المهدي ايضا ولكن يتفق الجميع على ان اول قاضي قضاة هو ابو يوسف وانه منح هذا اللقب زمن الرشيد وانه توفي زمن هذا الخليفة حيث توفي عام١٨٢ هج ، في حين ان الخليفة الرشيد توفي عام١٩٣ هج ،وإن الرشيد خاطبه بقاضي القضاة بعد عودته من الحج وام بخاطب القضاة الاخرين في زمنه وهم الحسن العوفي وعوف المسعودي وحفص بن غياث واسمه ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الانصاري الشخصية الثانية فيَ المذهب الحنفي وصاحب امام المذهب ابي حنيفة .
وكان صاحباً ايضاً للواقدي المؤرخ والنسابة والفقيه والعلامة وحيد دهره يقول الخطيب البغدادي فيه انه كوفي سمع ابا اسحاق الشيباني روي عنه الامام احمد بن حنبل سكن بغداد وهو اول من دعي بقاضي القضاة في الإسلام، واول من غير لباس العلماء الى الطيلسان الاسود والذي نقل كزي الى قضاة الاندلس ومنه انتقل الى اوروبا حيث ما زال الزي الاسود زي القضاة ،وكان محل دفنه في مقابر قريش الى جوار الامام موسى الكاظم وكان يختلف الى حلقة ابي حنيفة طلبا للحديث والفقه وكان محل رعاية ابي حنيفة ماديا ذلك ان والده توفي وهو صغير فدفعته امه الى العمل وكان يرى بعين عقله ما لا يراه بعين رأسه .
وكان يقول ما كان لي في الدنيا أحب من مجلس ابي حنيفة ولا قاضياً خير من ابن ابي ليلى وكان يحفظ التفسير والمغازي وايام العرب وكان اقل علومه الفقه ومن اصحاب ابي حنيفة الذي يصلح للقضاء والفتوى ابا يوسف وصاحب ابي حنيفة الاخر (زفر) وكان ابا يوسف يقول ان رؤوس النعم ثلاثة هي نعمة الاسلام ونعمة العافية ونعمة الغنى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة