تركيا تنشأ سداً يحجز 75 % من واردات المياه إلى العراق

محافظة بغداد جلسة طارئة لمعالجة شحتها

بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:

طالب عضو التحالف الوطني الحكومة العراقية بقطع العلاقات التجارية مع الجارة تركيا في حالة تقليل الحصص المائية المقررة لنهر دجلة ،داعيا الامم المتحدة باتخاذ الاجراءات القانونية ضمن اتفاقية الشواطئ لسنة 1997.

وذكر عضو التحالف الوطني والنائب السابق في لجنة الزراعة والمياه البرلمانة السابق هادي الياسري الى “الصباح الجديد”، أمس الاربعاء، ان “تركيا تستعمل المياه كوسيلة ضغط لتحقيق مرآب ذاتية”، منوهاً لوجود “اتفاقيات ومعاهدات وبروتكولات دولية بين شواطئ المنبع 1997، والتي شاركت بها اكثر من 30 دولة، وبقية حيز التنفيذ”.

واضاف الياسري ان “تركيا أنشأت (سد الكاب)، الذي يعادل مساحة العراق الزراعية بأكملها، والتي بدورها تقلل مناسب المياه الى العراق، وخصوصا الجهة الوسطى والشمالية”، منوها الى ان “تركيا بدأت تستخدم ورقة المياه وسيلة ضغط على الحكومة العراقية”.

ودعا النائب السابق الى قطع العلاقات التجارية والصناعية مع تركيا، اذا لم تتراجع عن قرارها الاخير”، محذراً تركيا من “التدخل بالشؤون العراقية الداخلية وتماديها في ذلك، وأن تعيد حساباتها وتامين الحصة المائية التي تصل ما يقارب من 7000 متر مكعب في الثانية، والتي تصل منها جزء قليل جدا” ،

ويرى الياسري أنه “في حالة اصرت تركيا على موقفها سوف يلجا العراق الى الامم المتحدة على وفق المعاهدات الدولية والقانونية التي عقدت في الاربعينيات من القرن الماضي، منوها الى وجود “نية من الجانب التركيا لعقد اجتماع مع العراق على حد قوله”.

واوضح الياسري الى “أنقرة شرعت بانشاء سد اروائي يسمى (السو)، يصل مساحته نصف مليون دونم على نهر دجلة، والذي يبعد عن الحدود العراقي ما يقارب 39 كلم، ويولد الطاقة الكهرومائية”.

وبين النائب السابق ان “انشاء السد الروائي سوف يقطع 75% من المياه الواردة الى العراق”، مطالباً “الحكومة التركية بإيصال الحصة الكاملة من نهر دجلة وخصوصا هذه المرحلة وابرام عقد جديد يؤمن الحصة المطلوبة من المياه الى العراق”.

وختم الياسري حديثه بالقول ان “مياه نهر دجلة غير صالح لشرب، ولابد من تكراره اربع مرات لجعلها صالحا، اما في المناطق الجنوبية فهي غير صالح للبناء بسبب ارتفاع الملوحة بها.

وتشهد بغداد شحة ماء الشرب وارتفاع سعر المياه المعدنية في العاصمة إلى حزمة أسباب أبرزها تقليص تركيا حصة العراق من نهر دجلة، وتداعيات الوضع الأمني وحاجة الجيش والمتطوعين للمياه، وفي حين أقر مواطنون بالتجاوز على الشبكات العامة لتخفيف معاناتهم من جراء ارتفاع الحرارة وأزمة الكهرباء. 

من جهته، قال عضو مجلس محافظة بغداد، كامل السعدي، في تصريح صحفي ، إن “المجلس عقد جلسة طارئة اليوم (أمس الاربعاء)، لمعالجة شح مياه الشرب وارتفاع أسعارها في المحافظة، استضاف خلالها دائرة الماء في أمانة بغداد وممثل وزارة الكهرباء للوقوف على أسباب الأزمة”، مشيراً إلى ان “محافظة بغداد اتخذت حلولاً سريعة لمعالجة الأزمة منها استثناء محطات ضخ الماء من انقطاع الكهرباء ومد أنابيب من نهر دجلة إلى محطات التصفية ومحاسبة الشركات المتلكئة”.

وأضاف السعدي، أن “شح الماء الصالح للشرب في معظم مناطق بغداد أدى إلى ارتفاع سعر المياه المعدنية”، عازياً أسباب الأزمة إلى “انخفاض منسوب نهر دجلة، وخفض الكميات من قبل الجانب التركي بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالمدة نفسها من العام 2013 المنصرم والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتزايد عدد المتجاوزين في العشوائيات والمشاريع والمزارع ومحلات غسل السيارات”.وأوضح عضو مجلس محافظة بغداد، أن “الوضع الأمني الذي أدى إلى تغيير مسار البضائع القادمة من تركيا وتوقف عمل بعض المنافذ الحدودية، وكثرة عدد المتطوعين لقتال داعش وحاجتهم للمؤن الغذائية ومن ضمنها الماء، فاقم الطلب على المياه المعدنية وادى إلى شحتها في الأسواق”.

يذكر أن المسلحين يسيطرون على مناطق واسعة من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، في واحدة من أخطر الأزمات التي مرت في تاريخ العراق الحديث.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة