العراق يدرس «التقلبات السعرية» في سوق النفط

مندوبون لـ «أوبك» يتوقعون تحسن مؤشرات الخام في تموز المقبل
بغداد ـ احسان ناجي:

في وقت أعلن فيه العراق موافقته على تمديد خفض انتاج النفط لمدة تسعة اشهر، الامر الذي كانت توافقت عليه منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في تشرين الثاني، قالت «سومو» إن بغداد قد تدرس التحوّط في جزء من إنتاج النفط الخام كوسيلة لحماية الإيرادات الحكومية في مواجهة مخاطر تقلب أسعار الخام.
وقال فلاح العامري مدير عام شركة تسويق النفط (سومو) وهو مندوب العراق لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تصريحات صحافية، أن «من ضمن ستراتيجيتنا في المستقبل، أننا قد ندرس التحوّط لجزء من الخام العراقي، فسومو تقترح فكرة في الوقت الحالي ولم تتم دراستها بعد».
ويساعد التحوط في الأمد القصير على الحدّ من التقلبات السعرية بين وقت توقيع عقود بيع النفط وبين وقت التسليم وسداد القيمة.
وأضاف العامري: «لدينا الكثير من المتطلبات التي يجب تنفيذها أولاً، وهي الحاجة إلى دراسة التحوط جيداً اضافة الى تدريب أشخاص مع الحاجة إلى معرفة أفضل الشركات العاملة في مجال التحوط، فنحن ما زلنا لا نفهم عملية التحوط بشكل كامل».
ومضى الى القول: «ليس مؤكداً، أن العراق سيتبنى ممارسات التحوط».
وأوضح أن «سومو تهدف إلى استعمال أدوات مثل المزادات والمشاريع المشتركة لتعزيز مصالح العراق النفطية وتقليل استيراد المنتجات النفطية».

الكويت
قال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق أمس الأربعاء إنه يتوقع تحسن أسعار النفط الخام في تموز المقبل.
وقال المرزوق لرويترز ردا على سؤال عن توقيت تحسن الأسعار «في تموز إن شاء الله».

السعودية
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال، أمس الأربعاء، إن «أوبك والمنتجين المستقلين ملتزمون بهدف خفض المخزونات النفطية العالمية إلى متوسط خمس سنوات»، متوقعا تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب جدا.
وقال الفالح ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك في موسكو بعد اجتماع بين أوبك وروسيا إنهما يتوقعان استمرار تعاونهما في أسواق النفط بعد أن ينتهي اتفاق إنتاج الخام في آذار العام المقبل.
وقال الفالح «إعلاننا المشترك مع روسيا يخلص إلى أنه في حين يمضي هدف استعادة التوازن في سبيله إلى التحقق، هناك حاجة لعمل المزيد من أجل خفض المخزونات صوب متوسط خمس سنوات».
وجدد الفالح التأكيد على موقف بلاده من فعل «كل ما يلزم» بجانب روسيا للمساعدة في تحقيق استقرار سوق النفط ليشير إلى سياسة منفتحة تجاه تقليص فائض المخزون وإعادة التوازن للسوق.
وقال نوفاك أمس الأربعاء «من الضروري وضع مبادئ إطارية من أجل تعاون متواصل مستقر بين أوبك وغير الأعضاء حتى بعد انتهاء اتفاقيات فيينا».
وفي كانون الأول الماضي اتفقت روسيا وعشر دول غير أعضاء في أوبك على المشاركة في تخفيضات إنتاج تنفذها المنظمة للمرة الأولى في 15 عاما. وفي الأسبوع الماضي اتفقت أوبك ومنتجون غير أعضاء تقودهم موسكو على تمديد التخفيضات في الإنتاج لتسعة أشهر إضافية حتى آذار 2018.
موسكو والرياض قالتا إن «التعاون سيستمر بعد الاتفاق الحالي في الوقت الذي يواصل فيه البلدان السعي لإيجاد سبل للتعايش مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي ليست طرفا في اتفاق تقليص الإنتاج العالمي».
وقال الفالح «حضرت اجتماعا للقيادتين السعودية والروسية في الكرملين جدد خلاله بلدانا عزمهما على إعادة التوازن إلى سوق النفط الخام العالمية لصالح استقرار أكبر في السوق وأكدا التزامنا بفعل كل ما يلزم لتحقيق تلك الأهداف».
والتقي الرئيس فلاديمير بوتين بولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء في موسكو حيث أشادا بتنامي الشراكة في أسواق النفط.

زيادة الانتاج
انخفضت أسعار النفط واحدا بالمئة أمس الأربعاء مع زيادة الإنتاج الليبي التي أججت المخاوف القائمة بالفعل من ارتفاع الإنتاج الأميركي بما يقوض تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك بهدف تقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 54 سنتا أو واحدا بالمئة عن الإغلاق السابق ليصل إلى 51.30 دولار للبرميل.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 51 سنتا أو واحدا بالمئة عن سعر الإغلاق السابق ليصل إلى 49.15 دولار للبرميل.
وقال متعاملون إن انخفاض الأسعار جاء نتيجة ارتفاع الإنتاج في ليبيا التي مزقها الصراع وهو ما زاد من حدة تأثير النمو المتواصل للإنتاج الأميركي.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا يوم الاثنين إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج ليبيا من الخام إلى 800 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع.
ومن المرجح أن يعزز ذلك صادرات ليبيا من النفط. وأظهرت بيانات الشحن على منصة تومسون رويترز ايكون أنه مع استبعاد الصادرات المنقولة عبر خطوط الأنابيب صدرت ليبيا 500 ألف برميل يوميا في المتوسط منذ بداية العام مقارنة مع متوسط قدره 300 ألف برميل يوميا فقط في 2016.
وترجع زيادة الإنتاج الأميركي إلى حد كبير لارتفاع أنشطة الحفر للتنقيب عن النفط الصخري أكثر من عشرة بالمئة منذ منتصف العام الماضي لتتجاوز 9.3 مليون برميل يوميا بما يقارب مستويات السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم.
ويقوض ارتفاع الإنتاج الأميركي والليبي الجهود التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وبعض المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا لتقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق المتخمة بالإمدادات من خلال خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية الربع الأول من 2018.
وليبيا عضو في منظمة أوبك لكنها معفاة من تخفيضات الإنتاج في حين لا تشارك الولايات المتحدة في تلك التخيفضات.

روسيا
قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس الأربعاء إن بلاده تحتاج وضع مبادئ بالمشاركة مع أوبك والمنتجين من خارجها لاستمرار التعاون حتى بعد انتهاء فترة سريان الاتفاق الحالي لخفض إنتاج النفط.
الى ذلك، قال مصدران مطلعان بقطاع النفط أمس الأربعاء إن «إنتاج روسيا من الخام بلغ 10.944 مليون برميل يوميا في الفترة بين الأول والثلاثين من أيار بما يتماشى مع الاتفاق العالمي الخاص بخفض الإنتاج مع منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك».

إيران
زادت واردات أكبر أربعة مشترين للنفط الإيراني في آسيا في نيسان بنحو 23 في المئة مقارنة مع مستواها قبل عام في الوقت الذي تستفيد فيه إيران من إعفائها من تخفضيات الإنتاج العالمية في مساعيها لتعزيز صادراتها من الخام.
وأظهرت بيانات حكومية وأخرى لتتبع السفن أن الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان استوردت 1.6 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.
لكن الصادرات إلى آسيا انخفضت نحو 18 في المئة مقارنة مع آذار، بما يشير إلى أن جهود إيران الرامية لتعزيز الإنتاج بعد رفع العقوبات عنها في كانون الثاني 2015 ربما بلغت مداها.
وقامت إيران بتصريف معظم النفط الذي خزنته حين كانت العقوبات سارية. وتشترى الدول الآسيوية معظم النفط الذي تصدره طهران.
وتسعى إيران بقوة لزيادة الإنتاج وتأمل بتوقيع اتفاقات مع شركات نفط كبرى مثل توتال ولوك أويل هذا العام بعد إعادة انتخاب حسن روحاني رئيسا للبلاد هذا الشهر.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن عطاء لتطوير حقل آزادجان النفطي، الذي تشير التقديرات إلى أنه يحوي 37 مليار برميل، بدأ يوم الاثنين الماضي.
ومن شأن تطوير حقول جديدة وكذلك الاستخراج المحسن للنفط من المكامن الناضجة أن يسمح لإيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، بامتلاك القدرة على ضخ خمسة ملايين برميل يوميا أو ما يعادل خمسة بالمئة من الخام العالمي مقارنة مع أربعة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من 2017، استوردت الدول الآسيوية الأربع 1.8 مليون برميل يوميا بزيادة 40 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وجرى إعفاء إيران من اتفاق بين أوبك ومنتجين آخرين من بينهم روسيا على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني. وستظل إيران معفاة بعد أن تم تمديد التخفيضات الأسبوع الماضي لتسعة أشهر إضافية.
وأظهرت بيانات صادرة من وزارة التجارة اليابانية أمس الأربعاء أن واردات البلاد من النفط الإيراني بلغت 41 ألفا و401 برميل يوميا الشهر الماضي بزيادة تفوق المثلين مقارنة مع مستواها في نفس الفترة قبل عام.
وانخفضت الواردات كثيرا من مستوها في آذار حين تجاوزت 220 ألف برميل يوميا في الوقت الذي ينتظر فيه المشترون اليابانيون قيام الحكومة بتمديد ترتيبات التأمين المتعلقة بالمشتريات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة